الجمعة، 1 مايو 2020

لولاكِ بقلم الاديب المبدع عبد الزهرة خالد العراق

لولاكِ
————
لم يبقَ لي مكان 
على هذهِ الأرض 
غير صورتكِ المعلقةِ بأذهاني 
فأنا المشردُ أجوبُ دروبَ صفناتي .
لم يبقَ لي حيز
في هذا الكونِ 
غير كواكب الدموع 
تحيطُ مجراتِ الوجع٠
لولاكِ … لما كنتُ ولا إلى هنا آتي
حتى تعلمتُ الكتابةَ 
على جدرانِ العذابِ بقلمٍ من نيران 
ثم من أضلعي أشطبُ أبجديةَ الأنينِ
بريشةِ الحرمان ، 
لولاكِ … لما عرفتُ النظرَ إلى النوافذ 
أتأكدُ من ذاتي 
أتفحصُ نفسي بأصابعِ ذكراكِ 
ينفذُ اسمُكِ من زجاجِ اللهفة 
من دون كسرِ خاطري 
وأمسحُ الضبابَ 
بعينيّ الغارقتين بوحل الإنتظار .
لولا ضيقُ العشقِ 
لما هاجرَ قلبي قبلَ قصائدي
إلى غابةِ المشاعر .. غزيرةٍ بزخاتِ الجنون ٠
قد أفوزُ ، لو بيدي رمحٌ ، 
أصطادُ به أيائلَ الغزل 
وأكتبُ سطراً من دمٍ على زندي
ثم أتيكِ مرتدياً جلدَ الزفرات 
كأنني صيادٌ ماكر  
لا أخفيكِ سراً 
إنّي لا أملكُ سهامًا 
ولست ماهرًا إلا بكِ وإليك  …
يا فارسةَ الضحايا 
اشعلي للبحرِ ناراً  
من أشرعتي 
إن حاولت الفرارَ أو الخلاص ،
ها أنا أشكو  الصواري الخالية من الحبال عند الشروع…
             أشكو  ضحالةَ البحارِ عند العوز  ،
  رضيتُ بقسمتي  
كقبطانٍ حاصرته بوصلةٌ  
تحته الغرق وفوقه الزمان..
……………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١- ٥ -٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق