الاثنين، 18 مايو 2020

عاصفة الحياة بقلم الاديب جرجس لفلوف سوريا

(عاصفة الحياة)..
أحفادي الاحباء ساحكي لكم حكاية  اتركها امانة في رؤؤسكم احتراما لذاكرة التاريخ 
كنت طفلا عندما هجر العدو الصهيوني والدي من بيته وهاجر إلى أرض الجولان وكنت شابا عندما هجرني العدو الصهيوني من بيتي في الجولان وكنت في خريف عمري عندما هجرني من بيتي في حمص  من كنت اعتقد انهم اهلي وحلفائي وانا وهم يد واحدة نناضل لتحرير الأرض من هذا العدو الغاشم ولم أكن  احسب لهذا حسابا 
صحوت صباح الاول من شباط العام الثاني عشر بعد الالفين على أصوات إطلاق نار وانفجارات لم تخيفني فكنت قد اعتدت على سماعها على مدى عام مضى كان الإرهابيون يقومون في هذه الأعمال بل ما اخافني أصوات ثرثرة تتصاعد من أعماق الصمت وقرقعة أقدام تدوس كل شئ. نظرت من باب غرفة نومي فرأيت اشباحا دخلت داري واستباحت حرمة بيتي يتبادلون الكلام ولا يسمعون بعضهم بعضا ولا انا افهم ما يقولون .نظرت الى ذاتي فلم ارى ذاتي نظرت إلى داري لم يكن داري. سألت أين أنا هل فارقت الحياة ورحلت إلى قبر ملئ بالجان? شددت اذني وصفعت جبيني فوجدت نفسي في داري فهل هؤلاء ضيوفي? هل هم أصدقائي  رفاقي جاؤؤا يمارسون العابهم وغرامياتهم بطريقة درامية ?  نظرت إلى الوجوه فلم يكن لهم وجوها أحسست الغربة في داري وهؤلاء مدججون بالسلاح فاقدو الملامح الإنسانية يتكلمون لغات لا افهمها فهل جاؤؤا من عالم آخر? وقبل أن انهي ارتداء ملابسي اخرجوني من داري منهك القوى  والدماء تنزف من جراح سببتها اللكمات بكعاب البنادق ورموني على رصيف الشارع
نظرت إلى السماء فلم أرى قمرا ولا نجوما ولا شمسا وخيوط الصباح مقطعة الاوصال تذكرت طفولتي .تذكرت شبابي صرخت بأعلى صوتي يا قدس فكان رجع الصدى اقوى. شققت طريقي عبر الشوارع الخالية وضباب المحنة يغطي وجه المدينة والأصوات الحزينةتدق راسي وأنياب الغدر تفترسني فهل اعيش الزمن  الردئ لأرى في شيخوختي هذه العجائب والغرائب? لقد قتلوني انا العربي باسم العروبة وكفروني انا المؤمن باسم الإيمان فهل انتهى زمن الحكمة ومات الحكماء? هل انتهى زمن القداسة ومات القديسون ومعهم الحب والحق والحياة? نعم لقد اقتنصوهم بشباك الخيانة والعمالة وتاجروا بالدين والدنيا ونصبوا انفسهم وكلاء الله على الأرض وباعوا الوطن أرضا وشعبا بكعب حورية 
 افترض وانا وانتم احفادي الاحباء نسمع ونرى ما يجري في البلدان العربية أننا نعي ماذا يريدون هؤلاء الإرهابيون وحلفائهم الصهاينة وان تخرجوا من حالة السكون إلى حالة الحركة ومن منطق الخرافات واالإقصاء والتبرير إلى منطق العقل والفكر الخلاق والنضال لتحرير الأرض والإنسان من الصهاينة وحلفائهم الإرهابيين ومن يدعم الارهاب 
بهذا ستكتبون التاريخ بمداد من نور يضئ ظلام الأيام ولن تهجروا بعدئذ بيوتكم وستبقى قصتي حية في ذاكرة التاريخ.
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق