السبت، 16 مايو 2020

امطرت السماء بقلم الشاعرة فاطمة محمد لطفي علايا سوريا

أمطرَتِ السّماءُ
امتلأتْ أكوابُ ياسمينٍ
ذاتُ سناءٍ...و بهاءٍ
تهاداها عاشِقونَ و نادِمونَ
تُدارُ بينَهُم 
و النّجومُ تتراشَقُ فيها
لمّاعةً برقاء
يتناثَرُ رذاذُ عشقٍ سماويّ 
بطُهر الرّجاء
يتواصلُ الدّعاء
خيوطاً شفّافةً
تومِضُ في الفضاءِ
فراشاتٌ ...أسرابُ فراشاتٍ
ثَملِةٌ...
لا تزالُ...تنهلُ و تثملُ...
هو ظمأٌٌ و هل من مزيدٍ...؟!
اذ لا ارتِواء
تحلّقُ في أكوانِ القلوبٍ
حولَ شُعلٍ 
تتوهّجُ...برداً و سلاماُ
في ليلةٍ ظلماء
قد وُلِدَ...الهلالُ
أرى أحدَ عشرَ هِلالاً
في غيرةٍ و حيرةٍ
لكنّه عهدُ الوفاءِ
هي ليلةُ الميلادِ...الغرّاء
العيونُ ترقبُ وميضَ السّماءِ
قبيلَ غروبِ شمسٍ
تًزٍفّ البُشرى
هبّوا...املؤوا كأسَ الهوى
قبل أن يملأَ كأسَ العمرِ
زبدُ العناء
هُبّوا إلى رَحْبِ الفَضا
ستائرُ رحمةٍ أُسدِلَت
صلواتُ مغفرةٍ...رُدّدَتْ
أدعيةٌ... تلهَجٌ بها قلوبٌ شَغوفةٌ
ضجّت بها الأسماعُ...
صخبٌ...لا أرجى و لا أسكنُ
رغباتُ حقدٍ و ظلمٍ 
في الدواخل كُبِتَت
قيودٌ لنوازعِ الشّرِّ 
لميولِ الذّاتِ انطفاء
أمانيّ عذابٌ...بتول الثغرِ عذراء
تُلِيتْ و صُلّيَتْ
في قيامٍ و انحناء
صوتُ الدّموعٍ...ابتهالاتْ 
ترجو عِتقاُ ...
أبوابُ الوٍصالِ...أُشرِعَتْ
ايدي تُسابقُ اللحظاتِ
لاقتطافِ جَنى الحُبِّ
من بيادرِ العطاء
مُدّتْ و بُسٍطتْ...من غير سوء
نقيّةً غيرَ كدراء
لا غلٌّ و لا انطواء
مُدّوا أذرعكم
تشرّبوا
تطهّرُوا بغيث السّماءِ...!!
بقلمي....
فاطمة محمد لطفي علايا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق