مملكة البؤس..
سأرسمُ هنا حدوداً
لسكني بإتقانِ.
على قارعة البؤسِ
على الأرصفة
في أيّ مكانِ.
سأرسمُ أحبتي
صوراً في قلبي
في زحام عقلي
وعلى الجدرانِ.
سأصنعُ بصمتٍ
منذ الآن مملكتي
بلا أزهارٍ
بلا أشرارٍ
أعزف لحن الشقاء
بلا أوتارٍ
أجترُّ الحلمَ
ومرارةَ الفقدانِ.
أنا الآن حرٌّ
أدمنتُ الفقرَ
ومطرقةَ الانكسارِ
لم يعد يهمّني
يباسُ النبضِ
وتباطؤ الأنفاسِ
وغدرُ الزمانِ.
أمسى عندي الآن
سريراً يمحوهُ المطر
ووسادة من حجر
وبعض الزينة
في بيت أحزاني.
أخلدُ إلى الحلمِ
ملء الجفون
ويقظة الظنون
أصبحتُ الآن
طيفاً مشرّداً
طيفَ إنسانِ.
ربّما تماديتُ
في الرسمِ
في حلمي
لم أفكّر يوماً
أنّ الأحلامَ
باهظة الأثمانِ.
ألقوا القبضَ على
طيف بسمتي الشاردة
فرضوا عليّ
ضريبة مع الفائدة
مّما أثار خنوعي
وحفيظة أشجاني.
كُلّفوني بضريبةِ
إشغالِ الأرصفةِ
كنتُ أظنُّ أنّ
الرصيف مجاني.
وراح نبضي يردّد
بئس حياة المرء
يحياها
بائساً
جائعاً
مفترشاً
شوارع الأوطانِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق