الأربعاء، 27 مايو 2020

العيد بقلم الشاعر غسان الضمان سوريا

العيد :
يا عيد نكتب . والأوراق نمزقها
والدمع يجري كما الأنهار منزلقا
العين تدمى وقلبي يعتصر ألما
يا عيد إن فؤادي والحشا احترقا
كنا ندور على الأحياء في فرح
وما لبسنا على أجسادنا خلقا
واليوم صرنا ندور الحي في خجل
ونرتدي من رثيث تالف خرقا
فلم نجد في خفايا الحي من رغد
لكن وجدنا غراب البين قد نعقا
بالأمس كنا نحاكي الناس فرحتها
واليوم صار لدينا العذر مختلقا
والكل منا تراه اليوم في نحب
ببحر بؤس من الأوهام قد غرقا
كم عجاف من الأعوام قد ثقلت
على بلادي كأن السعد قد حرقا
فما قريب لنا قد زار منزلنا
ولا غريب لنا في وعده صدقا
أبناؤنا شرعت في القول تسألنا
فما رأينا بحي من لنا رمقا
بناتنا صرخت أواه من ألم
صرنا نجوب خوافي الحي والطرقا
فالدمع منهمر . أطفالنا بئست
عيونهم جمدت . قد أدمعت غدقا
فالطير سابحة في الجو خافقة
لجنحها فرحا والسرب قد حزقا
أطفالنا كفراخ الطير ثابتة
لا تعرف الغل والأحقاد والحنقا
رباه . إنا أنام رزقنا بيدك
ومن لدنك صفير الطير قد رزقا
يا مالك الملك . كان العيد يجمعنا
واليوم منا سرور العيد قد سرقا
يا مالك الملك . ندعوا من خوافقنا
أن لا يظل علينا الضنك ملتصقا
يا رب هبنا رغيد العيش في غدنا
ولا تدعنا نداوي قلب قد صعقا
أرجوك ربي . يعم الخير في وطني
لعل ننسى هموم القلب والقلقا
أنت الرجاء لنا يا رب فارحمنا
فكلنا برجاك اليوم قد نطقا
 ..........
بقلمي غسان الضمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق