الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

( بيروت لا تحزني ) بقلم الأديب المبدع عبد الزهرة خالد / العراق

بيروت لا تحزني 
—————
أنا عراقي
أحبُّ العالمَ بما فيه النهر والحجر...
أبدأ من النقطةِ الأخيرة 
عندما أنبثق الدخانُ 
من أرضِك قبل أن يغرقني 
طوفان دمعي .. بيروت ..
وسطَ الطريقِ صرختُ ولقمتي لم تصل فمَّي 
" سترك يا ربي "
أتلو أدعيةَ دجلة 
سراً من بطنِ حوت أيامي 
وقبل الدفن يغسلني البكاء 
على دكةِ حزني …
كالمحتضرِ أنادي بآخرَ ما عندي 
إلهي إن هذا يرضيك 
فخذْ البحرَ وقبري  
لا نريد سفنا ولا شواطئَ تتبنى لحدي…
إلهي لا تقطع نسل الجمال 
من بيروت … إن بغدادَ لم تتزوج  
ما زالت تبحثُ عن فتاةٍ تشبهُ أرزَ الدّنيا .
بيروت …
مَنْ يعانقُ الشعرَ
وأنت محروقةُ الوجنتين والذراعين
بيروت …
 منْ يطبعُ كتبي بحروفِ [ الحمراء ] 
وَمَنْ يروض ظلّي على رضاعةِ الرماد …
أنا قررت من هذه الغصة 
سأكتبُ … سأكتب 
ما دامَ الحزنُ هو المداد 
وما دامَ الركامُ هو الورق 
بيروت …
لا تخافي … لن تموتي ، نحن نكتب ونقرأ 
وأنت ترسمين عيونَ العراق على ألواحِ أهلي ،
بيروت … 
لا تحزني … لن تغيبي ، ما دامنا نسمع فيروز 
تغني " تذكرتك يا عليا وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين " …
……………………
عبدالزهرة خالد 
البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق