أحزان لاتنتهي
منذ ولادتي وأنا حزين
متى تنتهي ياخّل أحزاني
الحرب بيني وبين الدهر قائمة
والتعب من الصغر أعياني
كل ماكبرت سنة
يذبل عودي وتنكسر أغصاني
أنا والعمر شبح
رسم أنسان لكني فانِ
كل ماأقول اليوم أني فرح
يأتيني الدهر عجولا فأبكاني
وأقتبل العمر وأحببت
فما كان للدهر إلا يمسح خارطتي وعنواني
وعشت الأحزان سنين طوال
وشدى لحزني البلبل الفتان
كسر الدهر أضلعي مرارا
وخيم الظل على ألواني
ويفضحني الشوق كل مرة
ويبوح بسّري من غير كتمانِ
ومضى خريف العمر مهرولا
ويأتي الحب بعد ذلك وأضناني
رضيت بقسمتي معه
ورضيت به ان يكون سجانِ
لكنه أبى وأستكبر على محبتي
فذرَ الملح بعيني بخيانتهُ فأعماني
ألبست جيدهُ ذهب وإلماسا
فماكان منه إلا كسر ظهري بالحرمانِ
نام على صدري شاكيا
فكنت له طوق النجاة بالإحسان
ونمت على صدره باكيا
فماكان منه الرد إلا مذلّتي وفاء للأحسانِ
وألبسته الحرير والنفيس غاليا
ولبست انا ابخس الأثمانِ
وضعت الياقوتَ في كفهُ
فوضع جسدي بالأكفانِ
اناديه بالعشق عامان
وكان منه الصد والهجران
بكيت حرا على فراقه
وهو يضحك بخذلاني
توجهته ملك على عرش الملوك
وألبسته ابهى النفائس والتيجان
حميد جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق