الاثنين، 17 أغسطس 2020

( بعدي ذاك أنت ومبعدي ) بقلم الشاعر مصطفى سليمان / المغرب

🌹 بُعْدِي ذاك أنتِ و مَبْعَدِي 🌹

و تسأليني سيدتي 
عما أبحث .. !!! 

أبحثُ عن عمر ضاع مني 
سهوا صهوة جوادي 
حيثما انجدب الوجدان 
تكون وجهتي و غاية مقصدي .. 
كلما تذكرتُ أنك صرتِ لي 
مهجة للحياة في تشكُّلي 
أوبخ نفسي .. 
و أنت القريبة مني 
كنت ضائعا في نفسي 
أنظر عبرك إلى ما بعدك
و أنت بُعدي ذاك و مَبعدي .. 
أكان جنون الغباء في ذكائي 
أم عابر حُبٍّ سبيلا 
لمن استطاع إليها قلبي ..
آه مني و مما اقترفْتُهُ في حقي 
كم قلب تكسر فيّ و كم كَسَّرْتُ 
إن لم أتصالح مع نفسي ضعتُ 
الرمضاء تنتظرني و كم اكتويتُ .. 

و تسأليني سيدتي 
عما أبحث .. !!! 

دفَّتي اليمنى تسايرني 
و أنا لا أوجهها و ما تسائلتُ 
أتمزق حنقا مع اليسرى و ما فهمتُ 
رياح العمر كلها و لا واحدة 
تعاطفت مع سفينتي 
تَمزَّقت بين يدي كل الأشرعة و نجوتُ 
لم أكن أعلم وقتها 
أنك تتنازلين عن قلبك 
كلما هممت إبحار مجهولي بجهالتي 
ترسليه خفية يحميني 
و هو خير السند و ما وعيتُ .. 
في المفترق كنتُ سنينا أتخبط 
و أنت كنت بوصلتي 
و أنا المتعالم ما فقهتُ .. 

و تسأليني سيدتي 
عما أبحث .. !!! 

أبحث فيك نبل كرمك في الغفران 
أبحث فيك عن بهاء ضاع من الوجدان .. 
إن لم تغفري زلاتي أضيع 
و يضيع آخر ما تبقى فيَّ 
من المدعو مجازا إنسان .. 
و تضيع معه ذكرى 
كان فيها ذلك ال أنا زمنا ما .. في مكان 
يعيث في القلوب خرابا لكل عرفان 
يجوب الأزمة حسرات في كل وجدان 
متأخرا يفطن راكبا 
سريع منتصف العمر للخسران .. 
بعد كل هذا و ذاك يناشدك الآن 
رغم كونه في سجن حضنك 
سعيد بسجنٍ أضلعك له القضبان 
أن تبوحي له من أين بصبرك 
من أين لك كل هذا اليقين و هذا الإيمان .. 

و تسأليني سيدتي 
عما أبحث .. !!! 

بقلمي / مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق