الاثنين، 17 أغسطس 2020

( خلف حدود الشمس ) بقلم الشاعرة إيمان حسن باتردوك / سوريا

اركض في الحقول الشاسعة
واقطف زهور التوليب
امض بالركض لتصل خلف
حدود الشمس
عانق طيفي وقبلني قبلتي
ادعني للرقص على شرفة
نام بين عرائشها ضوء القمر
تعال  ريثما نترع كأس حبنا نراقب النجمات وهي تغزو الفضاء
مارأيك أن نحلق معاً
وفوق غيمة شفافة
تكتب لي أحبك
بكل لغات العالم
تعال نضحك
ونضحك لنصهر الحزن بداخلنا
ولنذرف أخر دمعة يأس
في بحر الخيبات لتتقاذفها أمواج الأمل وترمي بها هناك  بعيد عن عالم الأشرار... حيث  تتدخل يد القدر  فتنبت سنابل أحلام وردية
نصنع منها خبزاً نطعم به الأطفال
الذين شردتهم الحرب
 وشوه ملامح أمهاتهم القهر
وخنقت رائحة البارود أنفاس العطر
وصمت صوت الحياة 
هناك عند منعطف الطريق
كان الأباء يغنون  أثناء عودتهم لعوئلهم  لحن يشبه صوت المطر
لحن نوتته العطاء
أجل قبل التعبئة وقبل أن تقرع طبول الحرب
كانت موسيقي المطر  أجمل
قبل أن يغتال الياسمين
و تبتلع الدماء ألوان  قوس قزح
إنها جريمة لا تغتفر  أن ينام الفرح
بضغطة زناد، أو اغتيال أرواح  بهيروشيما جديدة برائحة الأراز
دجلة بعيدة كيف تطفئ نارك يا بيروت...  والطفل  مازال في المغارة
وأمه مريم وجهان يبكييان
وعرب القدس تصلي
لكن الغضب الساطع لم يأت
ربما أضل الطريق
أو نام في أحضان عاهرة
والنيل مازال يطلب الأضاحي
وعلى أعتاب الوطن العربي تذبح القرابين لتحيا السلاطين بسلام
تباً لكم في أي العواصم نجد الحب
وبأي المدن يرفرف السلام
لقد تذوقنا السم بكل أنواعه ومن خطاباتكم أصابتنا الحمى
ارفعو صفقاتكم فوق الطاولة
لا تضعو مساحيق التجميل فلن ترمم
ندبات خزيكم ولن تخفي العار عنكم
دعوني أعود لمراكب  قصيدتي
أنقل بها العاشقين والأطفال
بعيداً عنكم وعن رائحة البترول والدولار،
علنا نبحر معاً وتصنع سفينة سلام
بعيداً عنكم،
قبل أن أصبح رهن الاعتقال.

إيمان حسن باتردوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق