الأربعاء، 26 أغسطس 2020

( مسح لسبورة الأيام ) بقلم الشاعر محمد محجوبي / الجزائر

مسح لسبورة الأيام 
...  ...

حتى أتحرى خصوبة العيش بين فلتات الشعور الذي أرعاه بين محضيات النجوم على خرير الحلم المتبقي ، وحتى أكبر في رفعة الأنا سؤدد الحر الطليق  ، وأكون على شهية الدوالي تغمز في انبعاثي السابح رعشات الطفل الذي دلله بستان الشعر فأزهر خفقه نثر النشوات على شهقات بحر ناعم الأفق الأخضر يحضن مرجان القلب فتذوب المساءات شراب النوارس المتقدة البياض . هناك . هناك سبورة الذات على جدار الزمن يحفها قمر مضياف ، نسيم يوشوش للتيه السابح ، شاعر نسي متاع التكليف فحذف الأخطاء التي سوست شهد الشعور ، ممحاة بحجم الضياء تصول خطوط السبورة طولا وعرضا ، ضمائر بأنواعها المستترة والمنفصلة والمتصلة تخلع نعوتها المشينة للأسلوب الرافل ذهول البحر ونهم الأفق وتلوين السماء ، قزحيات تعبير تساقط من شجر البوح اللذيذ ، فاكهة ليل تطفو على صدر السبورة بشبق بليغ ، ترتسم اللحظة عرس رياحين ورقص على خصر من بياض سبورة سحرية الموج ، لا عناوين ترقيعية من زحمة الحصى والرمال ، لا غبار على لوحة تغني عذريتها ، صمتي في شغف الرمان الليلي يسامرني غناء من عذب النجوى ،  والليل يقضي وطر الشعر الماطر ، 
ألا فالتعيدوا سبورة الذات التي ملكت كبد النجوم ، وتعيدوا قميص النثر ليرتد نهاري بصيرا كما لهفة البحر التي تركت معلقات موج على سبورة منتفضة الحياة تبزغ من ثغر الليل وهجا لأسراب الشعراء الهائمين  .

محمد محجوبي / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق