حلم :
ألا ليت شعري لو أبوح بما بيا
لأعتقت نفسي من عظيم مصابيا
عزفت على أوتار عشقي صبابة
فأيقنت أن الحب مازال دانيا
حننت إلى أيام ولت وقد خلت
تذكرت فيها عنفوان شبابيا
تذكرت أيام الشباب وإن قضت
وما عدت أجلو عن عيوني دمعيا
تحلمت أني لا أزال متيما
وأن العذارى والغواني بدن ليا
فهذي أرى فيها الجمال وحسنها
وتلك أرى فيها التدلل باديا
هذوت لإحداهن . حني بقبلة
فقالت : ألا والله دعني وحاليا
فمن كان مثلي لا يرق لثعلب
يراوغ بين الغانيات الغواديا
مكرت وكررت السؤال لغيرها
فقالت بأني لن أرق لطاغيا
وقلت لأخرى : قد أرى فيك معبدي
ألا تقبلي نسكي لأركع حانيا ؟
فقالت : عداني العيب ما كنت طفلة
وما كنت إلا للعفاف أداريا
فعدت إلى رشدي ونادمت غادتي
بأني لصون العهد . مازلت باقيا
زرعتك ريحانا يفوح بعطره
وفي داخل الأحشاء والقلب ناميا
ومن يزرع الريحان في ساح روحه
سيسقيه من أوراده القطر صافيا
فعينك إن شاقت لغيري لعلها
غفت . أو تغافت . أو تعامت لما بيا
ولن أرتضي إلاك في القلب وردة
تفوح بعطر من شذاها دوائيا
إذا كان شعر الرأس باد بياضه
فما القلب إلا يافعا متصابيا
فقالت معاذ الله ما خنت مرة
ولكن صروف الدهر أذرت بحاليا
وكفارتي ألفين إن ألف ما كفت
يمينا بأني لن أعوفك ثانيا
فأنت لي المأوى . وتبقى بمهجتي
وما دام رب العرش راض بذا ليا
..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق