عتاب الياسمين
على ذلك المقعد الخشبي
الخالي من الدفء و الفيئ
اتكأت على حزني
تحت شجرة معمرة
تساقطت أوراقها قهرا
و بالجهة المقابلة ياسمينة
بيضاء تعرت من عبقها الصباحي
و ذرفت دمعتين على أزهارها
لبعاد أحبة كانوا يملؤن الحديقة
ضجيجا و أغان لعشاق
يعيدون صباحا على لحن أجراس
الكنائس و صوت مآذن جوامع
الشام القديمة
رمقتني بنظرة عتاب
بعينين دامعتين ألما
سألتني ؟ أين العشاق صاروا
هل هجروا عشقهم للعبق و الياسمين
أين حبيباتهم رحلوا
لم المقاعد فارغة كان المارة
يلقون التحية على عبقي صباح مساء
أين هم مني صوت الغناء خافت
يناديني صوت مجروح و مخنوق
من المدى البعيد
لا أفهم جمله الموسيقية
و لكني أدرك بحبي لهم
بأنهم ليسوا بخير و بأن الوطن
يعاني و خارطته قد أصابها العطب
فنظرت إليها و سالت على وجنتي
دمعتين و وردة حمراء تقرحت
وجعا
أجبتها بوتين يحز و شريان يقطع
بسكين مقاومة
بتنا يا عشقي الأزلي نحيا
في بقايا وطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق