. حال الورى
قُل للّذي قطعَ الأديمَ عَنِ الورى
لا بدّ تصلى من براثن ما جرى
طفلٌ يعاني جمرةً في بطنهِ
وعجوزةٌ قمح البيادر لا ترى
رجلٌ يطاردُ قوتهُ منذ الضّحى
عند العشيّةِ عاد يبكي الأحمرا
ما عاد فينا من يلاقي قوتَهُ
إلّا الّذي اتّخَذَ الحرام ليعبرا
هل كان قلّاً في المواردِ يا أخي
أم زادتِ السّرقاتُ فينا يا ترى
قُل للّذي حرمَ العباد ملاذها
لا بدّ يوماً أن توارى في الثّرى
وستنزلُ اللّعنات ممّن كابدوا
ظلم التّجبّر والتّكبّر والكرى
قولوا لهم يا إخوة الشّيطان هل
بقيت قروشٌ في الجيوب لنصبرا
ناديتمونا كي نواجه حربكم
وتركتمُ الأطفال في جوعٍ برا
أجسادهم وكأنّهم أسرى لكم
ثمّ ارتقيتم كالشّيوخ المنبرا
تتحدّثون بعفّةٍ وسذاجةٍ
والموت فينا مثل أنهارٍ سرى
يكفيكُمُ التّرف الّذي أنتم بِهِ
يكفي لنا بعض الفتات لنفطرا
ماذا لنا في أرضنا وبلادنا
وولاةُ أمر النّاس أضحت كالذّرى
سرقوا المصانع والملابس والهوى
والخلق نامت في الشّوارع والعرى
جيلٌ منَ الشّبان ضاع زمانهُ
كي ينعم الأمراء في هذا الثّرى
حُمِلَ الجَمالُ على الجِمال وهاجرت
أحلام شعبٍ غيرها لن يبصرا
فالفقر في بلدي يحاكي غربةً
بل ما وصلنا فيه أمسى أفقرا
كلّ الّذين تهجّروا أو هاجروا
عاشوا حياةً مثلها لن نظفرا
فبلادنا أضحت لكلّ منافقٍ
أمّا الشّريف فلن يلاقي أخضرا
إن ظلّتِ الأحوال فينا هكذا
فسينتهي من أرضنا كلّ الورى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق