السبت، 28 نوفمبر 2020

( انا وهدهد ) بقلم الشاعر حاتم بوبكر / تونس

• أنا وهدهد •••

تمددت والوجع مسكني

ضاق فراشي وما اتسعني

أقسمت لأعذبنه أو لأذبحنه 

إن لم يأتني بخبر عجاب

تململت لفقد الترانيم

نظرت إلى نافذتي

رأيت الهدهد يردد أحزاني

ناديته: إني أقسمت

قال: عفوا سيدي

أتيت منازل غريبة

الناس فيها يمشون على أدبارهم

يسبحون، يسجدون لأسطورة

ينسخون أسطرها خوفا من الفقد

نسجتها تراتيل امرأة عجيبة

    •••

قدٍمت من أرض 

مات فيها العزيز عمر

أبصرت فيها " قابيل" يُشرٌٍد" هابيل"

يتركه عاريا تحت المطر

يسرق ضجيج القدور

ويضحك سخرية أو أنفة

رأيت " قابيل" يقتل " هابيل" الطيب

رأيته جنح إلى الظلم سكرا

يغريه انفعال المجد

كالفيض، كالسيل الغاضب

قلت:

اذا بلغت منتهى أمرها وقيل...

من راق

قال: 

لا همّ لهم سوى الكراسي

قلت:

 خبرك فريد عجيب

صوتك حزين يا شدوى أيامي

قال:

رأيت "أُحد" يعض على حجارته وهي ثائرة

ودمع أبا الهول بلغ النيل

السوسنة السوداء قضمت لسانها

ماء زمزم يخرج نكدا

الإمارة لبست خبث الثعالب

الخضراء ثرثرت، صمتت

الذؤابة تترشف الأحزان

   •••

وجدتهم ساجدين لزينتها المختلية

يحيُون أسطورتها التوراتية

مسحورين بعطر الحماية

قلت:

لا رسائل تحملها اليهم...

سأسوق إليهم جحافل الشعراء

تهب عقاربا تلدغ أجنابهم

سيوفا تقضّ مضاجعهم

رماحا تنغرس في مآقيهم.

حاتم بوبكر
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق