. كأنّها مَطَرٌ
كلّ الدّروبِ بها الدّنيا مقطّعةٌ
إلّا طريقي إلى عينيكِ قد فُتِحَا
دخلتُهُ فإذا بالقلبِ يسبقني
ويشكرُ العينَ الّتي منها الهوى لمحا
أضحت بناني كخيّالٍ بمضمارٍ
والشّعرُ يمضي كخيلٍ في المدى رَمَحا
تكتظُّ قافيتي من زهر خدّيها
والصّوتُ يصرخُ شعراً كلّما سنحا
فاضت بحور الهوى من سيل أفكاري
من حمل قافلتي حبر الجوى طفحا
أوقفتُ راحلتي حين التقيتُ بها
طرقتُ باب الجوى حتّى النّوى صفحا
غدت على كنفي في العيش أخضرهُ
واللّحنُ صار على الأشعار منسرحا
كأنّها مَطَرٌ والأرض تعشقها
قلبي لها عَطِشٌ في لمسها فرحا
إن رحت أكتب عن آلام أيّامي
أو جوع شعبٍ عليه القحطُ قد كبحا
ماطاوعَتْ قلمي هذي البنان ولا
أشبعتُ روحي ولا منّي الهوى نفحا
هيَ المنى أبداً والرّوح تشدوها
فيها الشّعور وفيها الحرف قد نجحا
في كلّ ما نَسَجَتْ عنها مخيّلتي
في الحقّ كانت بهِ عنها فلا برحا
منها الحروف عَلَت في كلّ ما أومي
شعراً وقولاً على كلّ الدّنى رجحا
ولو كتبتُ بحبٍّ عن ثرى وطني
ولو كتبتُ بشيءٍ زال أو شطحا
فما اكتفيتُ ولا ازدانت بقافيتي
غير الّتي جَعَلَت للحبّ مصطلحا
بقلمي فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق