ذمتي براء، ودمي
أيها المتحنِّث في المحراب
غيرَ متمسِّحٍ بضريحٍ
أو أهداب،
تبتَّلْ، لك الخلود
تمثَّلْ، لك الوعود
تشكَّلْ بَوحاً
كهمس الضباب:
نجوىً إنْ شيطانٌ بها مُغْوٍ
نجوةً بين وضيع لغوٍ،
فصيحَ بوحٍ
رصينَ روحٍ،
براءةً من بذاءة الخطاب...
أيها الراهب
عابدا في قدس الكتاب
زاهدا في العطايا والإعجاب
مُتحرِّزا وزرَ الخطايا والعتاب:
تجرُّؤاً على أُسِّ البيت
فِسقاً بروح البعث
تطاولاً بريح العبَث
نفثاً لسمومٍ، بصرصرٍ
من رديءٍ مُعاب...
قمْ وبخِّرْ زوايا المعبد
تنجَّستِ العتَبات
وخيامَك طهِّرْ
من إغارة الهَوامِّ
وسعار الكلاب...
أيها السابح في برزخٍ
من قُراح التلاقي
سيداً كنتَ
في اختيار الفراق،
وما لمِثلكَ ينبغي
تخلُّفٌ عن اللحاق،
فاقدحْ حَرفَك نورا
يجُبُّ غبَش الأحداق،
فَصِّحْ شهْدَ الكلام
من شَوبِ العَي والارتزاق،
بَدِّدْ زُؤام الأعطان
بزُلالِ بلاغةٍ، بائْتِلاق...
أيها المستأمَن
حُرمةَ الأسماء والألواح
اِقدحْ صوتك واصدَعْ
بوركتَ من قدّاح
فجليد الصمت، صَلفاً
متجاسرٌ، في اكتساح
وصقيع الزَّبَد
يجِدُّ يُخْبي
نار كل زهرٍ فواح
إلا جذوةَ شاعرٍ
مقتدرٍ بواح
شطَنا من رماد فينيقٍ
يلهب ليل الجُفاء
ببيان إصباح...
عبد الحميد إبراهيم / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق