الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

( ألى حبيبة تعرفونها ) بقلم الشاعر مروان معماري / سوريا

إلى حبيبةٍ تعرفونها
           مروان معماري

أراقِصُها بلا نغَمٍ 
على إيقاع نجواها 
معاً كنّا زمانَ ولادةِ الغزَلِ
معاً كنّا زمانَ الحُبِّ والقُبَلِ 
معاً نبقى زمانَ القحطِ والبلَلِ
فكيفَ القلبُ ينساها؟!

عريقٌ حُبّنا من عهدِ محراثٍ وسُنبُلةٍ 
مُقبِّلةٍ مُحَيّاها
قديمٌ حُبُّنا من عهدِ أقلامٍ وأوراقٍ
وموسيقا وأشعارِ وأصحابِ
جديدٌ حبُّنا في عهدِ ساطورٍ
وقنبلةٍ وأفخاخٍ وإرهابِ!

أنا وهي اتٌحدنا في شعاعِ حضارةِ الحُبِّ
وقَفنا في وجوهِ حضارةِ الرُّعبِ
وجوهِ السّاخطينَ على البيادرِ والصّباحِ
وجوهٍ أنجبَت مدُناً بلا قلبِ 
تعافُ حديثَها أذُنُ الرّياحِ
أنا وهي ارتبطنا في زمانٍ وارفٍ
غضِّ الإهابِ
يطيبُ لنا الرّواحُ من الشّبابِ
إلى الشّبابِ

حروفي من منائرِها
عيوني من بصائرِها
وهاهوَ جرحُنا النّازف
يَرُوعُ الجارحَ الخائف!
فيهجرُ وخزَ مضجَعِهِ
إلى أقذارِ منبعِهِ

أُراقِصُها معَ النّغَمِ 
على مَرأى منَ الأُممِ
على إيقاعِ نجواها
أُحامي عن كرامتِها
تُحامي عن أناشيدي
طَوالَ اليومِ ألقاها 
وألثمُها من الجِيدِ
ويبقى الرّأسُ مرفوعاً
فنصرُ صباحِها عِيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق