الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

( حكاية صباح ) بقلم الشاعر مروان معماري / سوريا

حكاية صباح ..
     مروان معماري 

 أتاني الصّــــــباحُ يُغِذُّ خُطاهُ
   فقلتُ لهُ: مرحباً يا صــــــــباح                                   
 قُدومٌ حــــــميدٌ لِقائدِ جيشٍ
   على اللّيلِ يشهَرُ أمضى سلاح                  
 أتى الأرضَ بعدَ انتصارٍ أكيدٍ
   وحطَّ الرّحالَ بها، واســــتراح
 وطارَت أوامرُهُ للجـــــــــنودِ
   فطاروا إلى الدُّورِ دونَ جَــناح
 لِيُهدوا العيونَ نشيدَ الأماني
   ويســـــقوا النّوافذَ نُوراً قَـراح                    
 فعادُوا وأدمعُهُــــــم كاللّآلي
   تُضيءُ وتَهمي كدمعِ المِــــلاح: 
 (شهدنا-أيا سيّدي-كلَّ بطشٍ
   يُشــيبُ الوليدَ ويُؤذي الرّمـاح!)
 فقالَ الصّباحُ: عشِقتُ بلاداً
   وحاربتُ من أجلِها كلَّ ســـــاح
 وهأنذا لم أجِـــــد غيرَ ذبحٍ
   وتشـــــــــريدِ أهلٍ بوعدِ الفلاح
 فعضَّ الصّباحُ-وما عضَّ يوماً
   على شفتيهِ- وثارَ ، وصـــــــــاح:
 هنالِكَ ليلٌ دخـــــيلٌ خَبِيءٌ
   يداوِرُنا تحتَ ســــــــترِ الصّلاح
 إليَّ بسـيفي المُنيرِ ودرعي
   وسيروا معي حانَ وقتُ الكفاح
 سنُرجِعُ للعقلِ نوراً ســلِيباً
   ونُلقي خرافاتِهــــــــــــــم لِلرّياح

            مروان معماري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق