الاثنين، 19 أكتوبر 2020

( حب الشآم ) بقلم الشاعر المبدع بسام البهلول / سوريا

(( حب الشـآم ))
حــبُّ الـشـآمِ بــذاتِ الـروحِ يــعـتَمِـرُ .. وجذرُهُ فـي شغافِ القـلبِ يـنـتـشـرُ
حـتى غـدَوتُ لـهـا كـلـِّي وبــاصـِرتي .. مـنْ عـيـنها تـبـصرُ الـدنيـا وتـفتـكرُ
هـي الـوجـودُ ابتــداءً فـي حضارتــهِ .. هـي السـيــادَةُ للانســانِ والحـضــرُ
هــي الجـمـالُ مـنْ خــلدٍ طـبـيـعـتـُهـا .. يــزيـدُهـا ألـقـاً شــريانـُها النـَّـضــرُ
مــاءٌ نـَـميــرٌ شـفـيـفٌ لا يـكادُ يـُـرى .. لـولا الـخريـرُ لـتـاهَ الـفـكرُ والنـظـرُ
هـــو النـقـاءُ بــهِ النـُّعـمى لـشــاربـهِ .. وعـودةُ الـرُّوحِ لو قـد كـانَ يَـحتَضـرُ
نـسـغُ الحـياةِ وأصــلٌ للـهـنا بـــردى .. لو سارَ في القفـرِ كانَ الزهـرُ والثمرُ
مـثــالُ جـنـَّاتِ ربِّ النـاسِ غـوطـتها .. لـو سارَ فـيها قـسـاةُ القلبِ لاعـتبروا
وقـاسـيونُ رفـيـقُ الــدهـرِ مُنـتـصبٌ .. على النواصي تلاقى الشمسُ والقمرُ
تـغـفـو الشـآمُ على يـَدَّيـهِ مـذ خـُلِـقَتْ .. إلــفانِ قــد جُـمِـعـا والجـامـعُ الـقــَدَرُ
لا لــيلَ فيـها بـيـاضُ الياسمين سنـىً .. يــضـيـئـُها فــتـكادُ العـيـنُ تــنـبــهــرُ
هــو الــتـلازمُ بـينَ اليـاسمينَ وشــعـ....بِـها نــقــاءٌ صــفا يسـمـو ويــزدهــرُ
أرضٌ يـبـاركـُها البـاري ويـنـصـرها .. كـلُّ الـغـزاةِ عـلى أسـوارِها دُحـِـروا
أرضُ المـبــادئِ والأخـــلاقِ مـُعـلـنةٌ .. بالــفـكرِ قـادتـُهـا عـبرَ الزمانِ جَروا
فـالحـافـظُ العهدِ في الألبـابِ مُرتـَسَمٌ .. يـفـنى الـزمانُ ويـبـقى ذكـرُهُ العَـطِـرُ
فــكـرٌ ونـهـجُ ثبـاتِ الــقولِ ســيـرتـُهُ .. بـــهِ قــوانـيـنُ ديــنِ الله تـُـخـتـَصـَرُ
صـلبُ الشـكيمةِ طــلاعُ الـربـى أســدٌ .. الـقـولُ والـفـعلُ ذاتِ الوقتِ تنصهرُ
الـغــربُ والـعـُربُ والأعـداءُ تـعرفـهُ .. عـلى يـديـهِ عـتـيُّ الـنـَّـدِّ يــنـــدَثِـــرُ
وآلــــفَ المـلـتـقى حـــبـَّـاً بـحـكـمتــهِ .. بـيـنَ الـقـلوبِ فـسادَ الأمـنُ والخـفرُ
تـــوَحـَّـدَ الشــعــبُ والأرزاقُ فائـضةٌ .. حتى غـدتْ من يانعاتِ المجدِ تـُعتـَبَرُ
حـــدودُهـا حــــَرَمٌ للـعــزِّ يــحـرسُــها .. جيشٌ أبــيٌّ شــديـدُ البطشِ مـُقــتَدِرُ
رجــالـــُهُ ســــادةُ الأحـيـــاءِ مُـنـتـَسباً .. خـــلاَّنُ للهِ لا تــرقى لــهِ البـــشَـــرُ
لمّـا تــَرُقْ لــزناةِ الـعـصـرِ نـهـضـتُـها .. فــأمـطرُوهـا بـنــارِ الحـقدِ تسـتعــرُ
ظـنّـوا سـتـضعُـفُ إذ مـا غـابَ قائـدُها .. وغـابَ عـنـهُمْ بـأنَّ الشـبلَ يـنـتـظـرُ
جــاؤوا بــكـلِّ ضـباعِ الأرض قــاطـبةً .. يــقـودُهـا ثــعـلبٌ بـالـعـهرِ مـُـنـفطرُ
عـاثـــوا بـها سَـفَـهاً ذبــحـاً ومَـحـرقـةً .. لا ديـــنَ يــردعُـهمْ أو تشـفـعُ الفِكـَرُ
مـاتــتْ ضـمـائــرُهُمْ لا أنس يـعـرفـُـها .. وتـنـفـــَثُ السُّـمَّ كــالبـركانِ ينـفـجرُ
إنَّ الضـــواريَ سلـمٌ غــيـرُ جـــائـعــةٍ .. وهـــؤلاءُ بــلـعــقِ الـدمِّ يـفـتـخــروا
لـكـنـَّما الأســــــدُ البشّــارُ بـــاغــتـَهُـمْ .. بـزحـــفِ جيـشٍ بحـول اللهِ يــأتــزرُ
عـــزُّ الشــهادةِ فـيـمـا بـيــنهم هــــدفٌ .. يـحـدوهـُمُ الأجـرُ عـنـدَ الله والظـَفَـرُ
دكوا الحصونَ وأعماقَ الجحورِ صلَوا .. بحـامياتِ اللـظـى فاسـتـؤصِلَ الأثــرُ
فسـطّروا في عـيون المـجــدِ مـلـحـمـةً .. عـنـوانـُهُ اعتـِبِرَتْ والصــلبُ والخبرُ
بحـبـلِـهِ اعـتـَصـموا بالـرَّايـةِ التـزمـوا .. بـقــولـِهِ عـمـلـوا بالحـقِّ فانـتـصروا
هـي الشـآمُ عـــرينُ الأســـدِ عـــزُّتـُـها .. فـوقَ الجميـعِ وهـذا الأمـرُ مُشــتَـهَرُ
(( بسام البهلول ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق