. سلام الرّوح
ألقي عليكم سلام الروح من كتبي
علّي أرى الخير فيكم من صدى تعبي
جعلتُ قافيتي تجتثُّ أوردتي
وتسكبُ الدّمع في الأشعار عن هدبي
من قال أنّ الأسايا في الهوى تمشي
ما كان يلغو ولن يحتاجَ للكذبِ
كلّ الشّواعر في دمعاتهنّ رؤىً
من حمل قافلتي والغيث من سحبي
فاضت بحور الهوى من مزن أشعاري
والزّهر مازَ منَ الألوان في أدبي
كلّ الملاحم قد سطّرتها بيدي
أثريتها من رؤى الأحلام في الشّهبِ
جَبَلتُ حبّاً بحبر الشّوق في قلمي
نثرتهُ بكروم اللوزِ والعنبِ
خمّرتُ فيه عناقيداً وتفّاحاً
بزهرِ لوزي بياض اللون من سببي
ماقلتُ أنّي بقرض الشّعر فارسهُ
بل أنتُمُ من فتى بالشّعرِ والرّتبِ
حتّى غدوتُ برأي النّاس أجمعها
يدقّ حرفي كما المسمار في الخشبِ
ديوان شعري يزيدُ الآن عن ألفٍ
ولا سبيل إلى التّثبيتِ في الكتبِ
حملتُ شعري لخير النّاس أنشرهُ
ورحتُ أبحثُ في البيداء عن نسبي
فهل منَ المتنبّي كنتُ منحدراً
أم للفرزدقِ في أشعارهِ حسبي
رأيتُ نفسي على نسج القريض بما
لا يستحبّ كثير الخلق في الطّلبِ
صَفّوا كلاماً وقالوا أنّهُ شعرٌ
واللّحنُ لايرقى حتّى إلى العتبِ
ذاك ابن أحمدَ للألحان رتّبها
وخصّ فيها بحور العود والقصبِ
فيهرب الشّعراء الآن من وزنٍ
كما الهروب منَ الأسماء للّقبِ
أنا ابن طرطوسَ لي في أرضها جذراً
ولن يكون ضيائي من صدى الهربِ
عانيت في نشر ما أتلوه من أدبٍ
لكنّهُ قدري لو ضاع في اللّعبِ
قد كنت صفراً ولي في الصّفر منزلةً
وها أنا الآن كالمصباح في اللّهبِ
قولوا بأجمعكم هل كنتُ في خطأٍ
أم كان قولي كما الياقوت للذّهبِ
أليس لي فوق عرش الشّعر مكرمةً
والظّالمون يدوسون المكارم بي
لا بدّ يوماً يحقّ الحقّ في بلدي
لا بدّ يفخر في نيل العلاء أبي
إنّي تعبتُ وكان الصّبر لازمني
إلى الولوج لروض الشّعر والطّربِ
وخضتُ فيها إلى أن بتّ أدركها
والرّوح تنساب فيها والهوى عربي
يا أمّةَ الضّاد إنّي فيك مكتملٌ
يحقّ لي أن أكون اليوم في الكتبِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق