..شقاء أنثى
حسناءُ..
رقيقة بعزّ الصّبا
بالكادِ جاوزتِ العشرينَ
من العقود....
راقية الهيبه
لاتوحي بشكلها من الغانياتِ
ولا بنت لليل مهنتها بيع النهود....
نادتني بهمس عند مفترقٍ
وقالت:
هل منك قليل من نقود....
خارت قواي من السيرِ
والعطش والحرّ أنهكني
لن أحرجك وتحرجني
ارجوك ساعدني
عسى
إلى دياري قبل المساءِ أعود.....
أثارت فضولي و سألتها؟
من أين أنتِ أيتها السمراء
وردية الخدود ...
قالت:
أنا من ديار الشقاء .......اتعرفها؟
جئتُ أسعى للعيش
بكرامة لا للرخاء..
أهلي إلتهمت الحرب حلمهم
وأكمل الشر بنا ذاك الحريق
وصغار أخوتي بأعمار
الورود......
........
بيتنا لازادَ فيه ولاوقود...
وأحلف انني جئتُ ساعيةً إلى عملٍ
لكنّ الحياة إذا ضاقت
ضاقت بغير حدود.......
.......
وأغلبّ من مررت بهم
أحداً يبتغي وصلاً ووعود
والآخر كان جحود....
فأرجوكَ ارجوكَ ساعدني
بعمل اوبعضٍ من نقود....
......................
بعدَ ان ودّعتُها
راقبتها ونظرتُ خلفي
رأيت فرحتها
أخرجت منديلاً
كفكفت دمعاً أغرق العينان
سال على الخدود.....
وأنا ألثم الشفاه بحروف دونَ إدراكٍ
تباً لها من حياة
وتباً
لهذا الوجود....علي شعبان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق