الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

( أبدا مرتين ) بقلم الاديب الرائع مصطفى سليمان / المغرب

🌹 ... أبدا مرتين 🌹

قبيل مطلع التاريخ .. سهوا .. 

هي حكاية غنتها الصبايا 
في الذكرى الأولى 
للاسترجاع الكبير 
لما تم الأمر 
و نقح التاريخ الجديد .. 
أزلا كان سجين الأعناق 
لزجاجات الحكايا 
فك فيه رقاب السبايا 
عاد الهواء حكمه الطبيعي 
بعد أن كان يوزع قطعا 
مع وقف التنفيذ .. 
و الأعياد أشكالها 
بنكهة غزل البنات و الزغاريد 
تملأ بيوت التوليد .. 
حكايات لم تكبر بعد 
عن طفل نبت مفاصل الأرض 
احتاروا تسميته
سموه طفل .. عرين الرعد .. 

و للأهازيج .. مطبات .. عنوة .. 

تقول الأغنية 
أن طفلا سقط مع البرَد 
طاولة النرد .. 
توطن .. الهامش .. مشارف الريف 
مطلوب حيا أو ميتا
و الكل مطالب البحث و التقصي 
من المشير إلى العريف .. 
تهمته مسؤولا غارات المناخ 
محرضا كل العواصف 
يُجمِّع السحاب غفلة الذئاب 
يكدس طواحين الرياح
مواعين الخزف .. 
يطوع الحديد 
و يكسر سعة الصمت 
يستنشق عبور الموت 
و يحيي الحياة في التاريخ 
ينتشله مصير الرميم 
تهابه الأحلاف
ينشد عيش الاختلاف
و ينبذ الخلاف
و البشارة أنه طفل
بعمر الحجارة .. 

أسئلة تسائل طفلا .. يسكنه .. 

كيف للورد أن يستحمل
شقاء الفصول 
و يواصل 
ليرتاح إلا في فصل .. 
كيف للنمل أو النحل 
أن يواصل و يتواصل 
لينعم الوحدة في الأصل
و لا يتشرذم فصيلا تلو الفصيل .. 
كيف للسنونو أن يهاجر
محنة المسافات
ليظل ظليلا عقر فصيل
لا يضيع و لا يخون السرب
في نهجه للوفاء مضرب المثل
و لا للونه تنكر 
بل فيه .. هو .. الأصيل .. 

من داخل رتيب الاختناق .. 
كيف لي أن أحافظ توازني
و فيه .. أنا .. لن أختل
ذاك الإنسان .. أنا ..
قابع في نفسي طريح الخجل
و كيف لي أن لا أخجل
عمرا بكامله أقارن
بين الحضارات .. بين الأديان .. 
و مضارب جميع النحل
و ما وجدت دافعا
يجعلنا نتفتت حبات الرمال
أعدادا تقصم ظهر التاريخ
من فصيل لفصيل و لا فاصل 
فكيف لا أكون .. أنا .. الخجيل .. 

نتواجد ... التفكير .. لأجل غير مسمى .. 

أنا ذاك الإنسان منذ الأزل
و ما ترفعنا يوما عنها مهازل
كأننا فطمنا على المحن 
لا نرتاح إلا صيد المستنقع
و لضيوفنا أبهى منتجع
صورا مفبركة لعيشنا الأسيل ..
كأننا جنان الخلد حلما نعيشه
لا أشواك دروبنا و لا فتن 
لا فقر ، لا جياع و لا تقتيل 
بالله علينا كيف نختلق الكذب
و صدقا نقسم كوننا نجسده
نحن فصيل نادر لا يشبهه فصيل .. 

رمادية الصورة ... عبثية الغاية .. 

نحن بيت أبوابه مشرعة و الأب نائم 
ولدنا من الغمام و الأم رياح العقيم 
الكبير إخوتنا حياته يلوك السحاب  
الصغير إخوتنا سائب .. 
على أنفسنا نحن الدمار الشامل 
كبسة زر طائشة و نحن خبر الغائب .. 
نحن قنبلة نهايتنا 
نحن بارودها و منا نحن الفتيل .. 

فجوة لون .. و نعود .. عبثية الغاية .. 

بكبسة (وحدة) من المحيط إلى البحر
نشتري حمام العالم و نصدر السلام
يوما انتفضنا من سباتنا
كانت مجرد شبه يقظة في حلم 
و العالم رمش العين استقام
لم يكن ينقصنا سدة أو سادة حكم
كانت عزيمة كبسة على زر الوحدة
و لكُنا انتهينا منه .. الحمل الثقيل .. 

سوداوية الصورة ..عدنا .. عبثية الغاية .. 

لم يتبقى لنا سوى أن نقامر
أن نفرغ أوطاننا ، نجمع شتات أوجاعنا 
و نشد الاتجاه شُعب الرحيل .. 
أو نبقى مطرحنا حيث مآلنا 
و نطلق سراح الحمام الزاجل .. 
لم نعد في حاجة لخطابات
لم يعد استطاعتنا إرسال الرسائل
استنفذنا جميع الوسائل
كل الفصول تبرأتنا
شاخ فينا فصل الربيع
و انتحار جماعي كل المشاتل ..
رضيعنا يفقه عنا
يعلم من قصم ظهر البعير
لا الشعرة و لا القشة
هي جدلية طواحين الهوى 
كلما جَهز شراب الشعير 
و ارتفعت أسهم البراميل ..

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق