الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

( نعم قلت ) بقلم الأديب المبدع عبد الزهرة خالد / العراق

نعم قلت
————
نعم قلتُ لكِ
 اذهبي حيث شئتِ
أنا هنا باقٍ لا يَعْنِيني المكان ،
نعم قلتُ لكِ 
اذهبي خوفاً عليكِ 
من طفحِ المشاعر 
يزينُ إحمرارَ الزمان .
نعم قلتُ
تخلصي من قبضتي
حرصاً على شفتيكِ 
ألا تنشف بهما الخلايا
فيضلُ النحلُ عن دروبِ العسل  .
نعم … كنتُ متيقنا 
تعودين وقد أخضوضرت أشعاري
في حقولِ الغزل
ثم اقطفي من عناقيدِ نضوجي 
ثمارَ الاستقرار 
واختاري الأدهى من سلالِ الهموم . 
نعم قلتُ لكِ
ارحلي قبل أن يعرفَ العالمُ 
أنَّ هناك خريطةً أوجدتها مستعمرتي
ويثورُ عليكِ المحررون 
ربما يذرونَ الرمادَ في عيونِ الأناشيد ،
نعم كنتُ أخمنُ 
أنني سأبقى محتفظاً بقصورِ العنفوانِ 
عندما يتعرى الخمارُ من الخجل 
أو يذوبُ جسدُ الصقيعِ في قاحلةِ المشيب ،
نعم قلتها وما كنتُ أعلم  
إني قشّةٌ في مهبِّ الرّيح 
وفي القفارِ رماني زماني 
 لو كنتُ أعلمُ الغيبَ لاستنسختَ
من وجهكِ بدراً لكلّ الليالي ..
……………………
عبدالزهرة خالد 
البصرة / ٢٧-١٠-٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق