الأحد، 25 أكتوبر 2020

( ياشوق ، كيف يكون الكتم ) بقلم الشاعر حسام الدين ريشو

ياشَوْقُ .. كيف يكون الكَتْمُ ؟
===============
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============

تقطع المدى أشواقي
سارية إليها
عبرَ عتمة الليل

وصهيل الهوى يلاحقها
كفارسٍ
على صهوة الخيل

فطيفها مشاغب
يغشاني ويسكنني
يؤرقني .. وإن كان
في رقةِ الورد

فأنادي .. ياشوقُ
يامنْ في سماء الهوى
بَدرُ
ترفقي بمن يهواك
على الأرض
فأنت له النهر والظل

آهاتي
مِن لوعة البعد .. جامحة
يرِق لها الغروب والفجر
والصديق .. والخِلُ

ومُزْنُ الوجد في عَيْنَيَّ
حتى حين أبتسم
تفيض كما الوَبْلُ

والروح
بعد أن كانت
في اخضرارِ سنبلةٍ
باتت في رحى اليأس
وأصابها اليَبَسُ

تصدين
تتدللين أو تكتمين
ينهمر الشوق 
ويغمرني كما السيلُ

لكن القوافي
من أرق القصيد
لم تعد ترأفُ بي
وما عادت تغني
إلا لوطأة الشجن

وكأنها تنكرني
وهي ترانى في الهوى
أحترق
وقلبك على صهوة البعد

لكننى ياشوق أقاوم
مهما أمطر الفكر
لظى من القلق

وأحلم والأشواق عاتية
بضحكة عينيك
حين يتفتحُ لها الزهرُ
بهمس الناي على شفتيك
حين يفوح له العطر

فهل ياشوق يصدق الحلم
وأنتظر ؟

أتذكر
والقلبُ يهفو إلى لقياك
ماقلتِ لي يوما
مما باحت به ليلى
عن القيسِ :
( لم يكن المجنون في حالة
إلا وكنتُ كما كانا
لكنه باح بسر الهوى
وإنني قد ذبتُ كتمانا ) !

فخبريني ياشوقُ
كيف يكون الكَتْمُ ؟
وفؤادي
ينسجُ شراشف الحنين
مِن الجمر
يكوى بها الحنايا
ويصدحُ بأنني فيك
المجنون ... والصبُ 
****************
حسام الدين ريشو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق