" بين قلبي وعيني .. "
رِيَاحٌ مِنْ رُبَاكِ تَهبُّ نَحْوِي
وَطِيبٌ مِنْ شَذَاكِ ِ عَلَيَّ يَهْوِي
هَدِيلُكِ في ٱلمسامِعِ عَزْفُ لَحْنٍ
طوَالَ اليوم في الآذان يَدْوِي
وَجِسْمُكِ لَوْحَةٌ رُسِمَتْ بفكري
وَبَرْقُ العينِ في الوجدانِ يَضْوِي
يرافقني خيالكِ في نهاري
ويلبسني الهوى والليلُ يَعْوِي
ألا مِنْ أين جئتِ؟ لَسْتُ أدري
وَلَمْ أعرف بأن ٱلحُبَّ يُغْوِي
سَلَبْتِ الروحَ حتى صِرْتُ عَبْدًا
بدنياك ِ أَفَاطِمُ باتَ يَأْوِي
أَلُومُ ٱلعَيْنَ في حبي فقالت :
فؤادكُ رَقَّ لِلْقَمَرِ ٱلمُضَوِّي
وَحَمَّلَنِي رسائلهُ إليها
إذا نَظَرَتْ وَحَيَّتْنَا بِشَدْوِ
فَدَعْ لَوْمِي فإن ٱلقَلْبَ أَوْلَى
وَأَجْدَرُ بِالْمَلَامِ ولا تُسَوِّي
فَلُمْتُ ٱلقَلْبَ حتى قال : صَبْرًا
أَلَيْسَتْ عَيْنُكَ ٱبْتَدَأَتْ بِغَزْوِ ِ؟
أنا المخبوءُ فِيكَ فكيف شَبَّتْ
وَهَبَّتْ دُونَ طَرْفِكَ نَارُ شَجْوِي ؟
فَعُدْتُ أَلُومُ عَيْنِي فَٱسْتَشَاطَتْ
وقالت : ما الهوى وَٱلْحُبُّ شَأْوِي
فُؤَادُكَ بالخفوقِ لها تَمَادَى
لِيَأْمُرَ أَسْمُهِي بِبُلُوغِ ذَرْوِي
أَرَاهُ يَزِجُّ بي في ناظريها
ويسألني الإطالةَ في رُنُوِّي
يَطُوفُ بجسمها ٱلْغَضِّ ٱبْتِهَاجًا
إذا ٱرْتَجَّ ٱرْتِجَاجًا كُلُّ رِخْوِ
فَجُلْتُ بها وَصُلْتُ فَصِرْتُ فيها
وفي أركانها وَثْبِي وَعَدْوِي
أَلَسْتُ رَسُولَ نَبْضِكَ حين يَنْهَى
وَيَأْمُرُ تَارَةً نَوْمِي وَغَفْوِي ؟
أَمِيرُ ٱلجسمِ أسكنها شِغَافًا
فَصَارَتْ ما يُعَمِّرُهُ وَيَحْوِي
وَأَحْلَاهَا لَدَيَّ وَمِنْ هَوَاهَا
أَرَى فيها إذا نَظَرَتْ سُلُوّي
فقال القلب : لو أُعْمِيتِ ِ حقا
قُبَيْلَ ٱلْحُبِّ لم يَعْلَقْ بِحَشْوِي
ولا كان ٱلخُفُوقُ له فَقُولِي :
أَفَاطِمُ هل أنا أبدو بِلَهْوِ ؟
مَلَامُ القلبِ والعينينِ نَارٌ
أَمِ النيران مِنْ حُبِّيكِ تَشْوِي؟
أُحِبُّ ٱلْعَوْمَ في بركان حُبِّي
فَأَيُّ ذِرَاعِ لَوْمٍ سَوْفَ أَلْوِي ؟
أجيبيني بِمَنْ أهداكِ سِحْرًا
بعينيك ِ وَذُبْتُ بها لِتَوِّي
أأمشي الدربَ نحوكِ مَشْيَ رُشْدٍ
أَمِ الخطواتُ غَيَّا فيك تَطْوِي؟
أنا أم أَنْتِ أم يبدو كلانا
إلى الثاني على قَدَرِِ بِخَطْوِ ِ؟
وكيفَ سكنتُ روحكِ كيفَ طَارَتْ
كروحي ذلك الطيران نَحْوِي ؟
بِأَيِّ جنَاحِ أَقْدَارٍ أَرَاهُ
إليكِ رَوَاحَ يَوْمِي أو غُدُوِّي ؟
أجيبيني أَعَيْنِي أم فؤادي
أم الأحلامُ والأوهامُ تُغْوِي؟
أُحِبُّكِ في جُنُونٍ مُسْتَلَذٍ
وَأَسْكَرُ فيه دون بُلُوغِ نَشْوِي
أُحِبُّكِ والهوى عَجَبٌ عَجِيبٌ
بِهِ كَدَرِي وكم ألقاه صَفْوِي
فَوَاعَجَبِي مِنَ العشاق حَقًّا
إذا عاشوا الهوى مُرًّا بِحُلْو ِ
حَقَرْتُ العاشقين بِمَا ٱسْتَهَامُوا
وَأَغْرَانِي بِظُلْمِهُمُ خُلُوِّي
وَحِينَ أَتَيْتِنِي بِهَوَاكِ بَحْرًا
وَأَتْرَعْتِ ٱلْخَلِيَّ بِكُلِّ دلْوِ
وَأَرْسَلْتِ اللواحظَ سَهْمَ صَيْدٍ
تَصَيَّدَنِي وَصَارَ ٱلحُبُّ صِنْوِي
وَقَعْتُ فَرِيسَةً بيديك حتى
رَفَعْتُ هنا لأهل العشق عَفْوِي
رَثيتُ لِحَالِهِمْ وَبَكَيْتُ عُمْرًا
مَضَى مِنِّي بلا عِشْقٍ وَجَوِّ
أَفَاطِمُ إِنْ شَكَوْتُ فسامحيني
فحالي مِنْ هواك يزيد شَكْوِي
وإن لمتُ العيون ولمتُ قلبي
هَبِي تلك الملامة بَعْضَ لَغْوِ
وزيديني - فَدَتْكِ ٱلرُّوحُ -عِشْقًا
مَلِيئًا باللطافة والحُنُوِّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق