السبت، 31 أكتوبر 2020

( ذاكرة خائنة ) بقلم الأديبة حسناء / الجزائر

ذاكرة خائنة -------

ذاكرة خائفة خائنة وتنهدات تدلُك صدغك ليعود التذكر 
عضّت على شفتين حتى النزف لا يسمع إلا شهقات وزفرات حنقى خائفة  .
حلم أم ذاكرة تحوي شروخات وثقوبا تتنفس بصعوبة تخنقني  تحاول كسري تجرحني بسكين .
صمت طويل وأنفاس تردد صداها ..
أنثى أنا.
 لا تجد الدفء وتحتضن ذكرى أليمة .
أيتها المتذمرة   ..
ما الذي جعل يراعي يلتصق بحنايا صدري 
وزفرات تعاند نفاد صبري.
تمضي سُنُون القحط والجفاف والإنتظار .. 
ويخلد النوم مبتسما يخلع سترته متواريا
لأسمع نحيبا ونشيجا من آهات صدر أوّاه 
وإرتجاف ركبتين لا تقويان على النهوض .
وشفتان ترتجفان ترعشان بوتيرة منخفضة كأنه في الرمق الأخير .
اللعنة لهذا الفقد .. الغياب .. الذاكرة .. الحنين الذي يجعلني سطراً منسيا في دفتر الذكريات .. وضجيج حنين ذكريات متآكلة وضجة أنفاس آخذة في التآكل تكاد تغادر أنفاسي روحي المحطمة نفسا نفسا .
ومن عجين النشوة والشجن أتذكر وهما .
فهل كنا نعيش بالفعل ما كنا نتذكره؟! 
أم أننا نريد أن نعيش الحلم مرة أخرى!..

ترى؟؟!!
ما الذي جعل يراعي يلتصق بحنايا صدري 
والزفرات تعاند صبري؟؟!! 
لأن الليل أتعبني باع أحلامي للسفن الهاربة ومن عادة السفن أن تذهب مع الريح وتضيع مع الغبار المسافر
ليلي مهزوم وهمس حكاياه خرساء لاتعي ...
وفي جفون الأفق أحساس خذلان 
تشرب الروح حزناً.. لتمضغ الحب وهماً
ومازال نبضي يتدفق السكون
كل ليلة أحتسي بعضاً من دمعي 
وأغتيال من الوجع يمزق الروح 
ولم يبق لي سوى الرماد
ضعف ووهن وإرهاق يصيب مخيلتي
الأفراح أصبحت مبتوره ومقتولة بداخلي.. 
سفني متعبة مختنقة بغصة مؤلمة
تمنعني من أرتداء ثوب الفرح
حلمي تعرض للإغتيال
وأنا غارقة في تفاصيل العتمة
أنكرت هويتي ، زورت ملامحي
فقط من اجل أن أحافظ على حلم..
فهل لي بكذبة صغيرة
على ما يرام أنا.. أجل على ما يرام 
سأمسح عن حلمي وجع الصبر
بمنديل اليأس
وأعاود مراودة الخيبة سرا..
كل الأحاديث متخمة بكُتل باردة
تجتاح القلب فتحيله صقيعا
لست متطلبة ولا امارس حماقة من نوع آخر..
 كل ما في الأمر.
اني أعجز عن ترويض عاصفة الغياب المندفعة نحوي
ومقابر الكلمات تغريني بالصمت 
وأنا كما أنا لا أجيد الضجيج
وأتعبني الانتظار
...........----------

حسناء_ بهون
بلجيكا---
27.october. 2020---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق