. أدلوتُ دلوي
أدلوتُ في بحرِ القريضِ دلائي
ونَشَلتُ من فيضِ الحروف هوائي
وكتبتُ أشعاراً تلائمُ منهجي
في كلّ حرفٍ للهوى إيمائي
طيّرتُ أسراب القصائد كلّها
لوّنتها بمدامعي ودمائي
للحزنِ أكتبُ والأسى عنوانهُ
من نبضةٍ تصحو على أشلائي
لو راودتني بسمةٌ لو مرّةً
أروي بها ما كان فيه بلائي
فالحزنُ يطفو دائماً بمشاعري
والدّمع يهمرُ من غيوم سمائي
كلّ القصائد في الهوى محزونةٌ
إلّا القليلَ بخافتِ الأضواءِ
زادت سنون العمر حتّى خلتها
مرهونةً بالسّهدِ للإنهاءِ
أضرمتُ من نهر الشّعور مواقدي
ونفختُ فيها الشّعر كالأنواءِ
هاجت وماجت كلّ أشواقي بها
وتصاعدت في عصفها أشيائي
قلمي وأوراقي ولون محابري
حتّى بأدراجي نسيتُ دوائي
نبتت بقربي زهرةٌ خمريّةٌ
فاح الشّذا في سائر الأرجاءِ
جَعَلَتْ دواوين المحبّةِ ترتقي
فتغلغَلَتْ في حبّها أجزائي
فكتبتُ فيها ألف بيتٍ يستقي
من وصفها فامتاز فيه عطائي
كلّ الّذين يشاهدون دفاتري
عَلِموا بأنّ الحبّ فيه شفائي
والطّيرُ غرّدَ بعد هذا الملتقى
وتراقصَ الحسّون من إيحائي
مع أنّني في الحال أشكو قلّةً
لكنّها قد ساعدت برضائي
وتبدّلت آهات صدري في الجوى
صار السّرور مثابراً بهنائي
يا أيّها الأصحاب غنّوا وافرحوا
جاء الخريف مودّعاً لعنائي
وجدائل الصّفصافِ ترقص للغوى
ونسائم الرّيحان بالإغواءِ
ما كنتُ أنسجُ من حروفٍ قبلها
إلّا الدّموع بداخلِ الأجواءِ
والفضل يرجع للظّلال بفيئها
حتّى أتت بمحاسنِ الأهواءِ
خضتُ الملاحم في الحروب لأجلها
هيَ تستحقُّ العيش تحت ردائي
عانيتُ قهراً في جلابيب النّوى
وحصدتُ زهراً في جميل لقائي
والآن أكتبُ والعيان بحاضري
وهيَ الطّروب بلذّةِ الإصغاءِ
وَقَفَت سنون العمر عند ولوجها
لحدائقي ومشاعري وخبائي
أضحيتُ فيها مثل طفلٍ قد حبا
طول السّنين تناقصت لورائي
والحاسدات تكتّمت أنفاسها
من بعد أن نلتُ المنى برجائي
أسميتُ ديوان المشاعر باسمها
جوريّة الخدّين من إمضائي
والنّثرُ أيضاً نال من رسمٍ بها
نثر الزّهور بخيرةِ الأسماءِ
يازينةَ الأسماء يازهر المنى
ياضوع شعري في مدى الإثراءِ
يا نسمةً حطّت بشعري وارتقت
شاءت على كلّ الورى إبدائي
أضفَتْ على لحن القصائد عطرها
صارت سكوني وانتهت ضوضائي
جَعَلَتْ حياتي في جنائن صدرها
والعوسج الخمريّ في أنحائي
والغيم أمطرَ مزنَهُ بطريقنا
والياسمين معرّشٌ لسمائي
يابيضَ أحلامٍ تراءت عندما
جَعَلَتْ بصدري مسندَ الإغفاءِ
والنّور يرسمُ بهجةً بضيائها
والّليلُ يرحلُ رافضاً إعلائي
فجعلتُ في كتب الغرام كلامها
للغيم منها يبتدي إسرائي
ونسيت كلّ متاعبي في بعدها
وازداد في الأحياء صوت ندائي
أعلنتُ أنّي فارسٌ في شِعرِها
من بعد أن ملأ القريض دلائي
بقلمي فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق