الاثنين، 2 نوفمبر 2020

( ياصيف ) بقلم الشاعر مروان معماري / سوريا

ياصيف (حكاية وقصيدة)
                                مروان معماري

في عام 1973 كنتُ أودّع طلّابي وطالباتي في الكليّة اﻹنجيليّة بحمص ، فوقفَت تلميذة من الصّفّ الرّابع اﻻبتدائيّ وقالَت وهي تبكي:ﻻتسافر يا أستاذ.
  تذكّرتُ هذه الطّفلة في الصّيف اﻷرجنتينيّ الماطر، وعدت إلى سوريا عام 1976، وما زلتُ أتذكّرها  :

ياصيفُ ياصيفُ ما أحلاكَ في وطني!
          تختالُ كالحُبِّ في إشراقةِالزّمنِ 
 هنا حَزِيرانُ قد ثارَت عواصفُهُ
           وأنتَ في وطني طيرٌ على فنَنِ
يقضي الغريبُ ولكن قبلَ ساعتِهِ
              ويستعيرُ مناماً دونما وسَنِ
(أستاذَنا ﻻتسافر) طفلةٌ همسَت
      فاستوجبَت همسةٌ من طفلةٍ كفَني
حُلمي الصّغيرَ ،وكيفَ الشّرحُ ياحُلُمي؟!
        الحرفُ يعصي وأرجوهُ فيرفضُني
أنتِ الحياةُ وما اﻷطفالُ في صُوَري
            إلّا عبيرٌ على صحوٍ على مُزُنِ
أجريتُهم في دمي نورا فطهّرَني
            وعشتُ حلمَهُمُ حيناً فأيقظَني
(أستاذَنا ﻻتسافر) كيفَ لي جلَدٌ
     أن أحبسَ الدّمعَ في سرٍّ وفي علَنِ؟
وأوصدَ البابَ في وجهِ الضّيوفِ إذا
          جاؤوا معَ اللّيلِ أطيافاً بلا بدَنِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق