الجمعة، 20 نوفمبر 2020

( يا أنت قلّي ) بقلم الشاعر فادي مصطفى / سوريا

يا أنت قلّي 

يا أنت قلّي..
بكم تبتاعُ في ألمي 
من حجم ذلّي 
أو من كسرةِ الحُلُمِ 
وكم سنةٍ ستبقى 
كما البّعّوض تقتات دمي 
ألم تشبع 
ألم تقنع 
جميع الشّعب كالغنمِ 
ألا يكفيك مليارٌ 
ألم تثقلكَ أسفارٌ 
فحجم القبر لن يكفي لِمَ تملك 
ومهما العمر كبّرَكَ 
بذيل العمر قد تهلك 
يا أنت قلّي 
ألم تضنيك صرخاتي 
وآلامي ومأساتي 
بجوعٍ في أطافيلي 
بحزنٍ في مواويلي 
بصوت ثار من قلمي 
ألا تؤمن بمعبودي 
وربّ العرش مقصودي 
ألم تعلم بأنّ الله موجودُ 
ألم تسمع بأنّ العمر محدودُ 
أنا ما عاد يعنيني 
عدوٌّ كان يضنيني 
يكفّرُ في الورى ديني 
ولا حربٌ تناديني 
ولا شيخٌ يحاكيني 
فهمّي قد غدا أكبر 
عدوّي غادرَ الخنجر 
عدوّي بات من طيني 
وأضحى يعتلي المنبر 
يرشّ المسكَ والعنبر 
ويأمرني بأن أصبر 
ويشرب من شراييني 
خزائنهم غدت حبلى
ونحن الجوع يفتكنا 
حرائرنا غدت ثكلى 
بكاء الطفل يؤلمنا 
ولا أذنٌ بنا تسمع 
لربّ العرش نشكوهم 
ومن في الحكم يعلوهم 
كتاب الله يشهدهم 
على قَسَمٍ تقدّمهم 
عزائي أنّ لي أسداً
ولو طالت مظالمهم 
سيكشفهم... ويمحيهم 

بقلمي فادي مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق