الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

( صدى اللهفات ) بقلم الشاعر المبدع مصطفى سليمان / المفرب

🌹صدى اللهفات🌹 

أشتاق إليك .. 
يا عبقا ضاع  
عمرا .. مني .. صدى اللهفات .. 
.. أخاف عليك .. 
ففي خوفي يكمن اشتياقي 
و أحتار .. من عشقي لك
إن فاض وهجه 
و ضل طريقه متاهات .. 
إن أنت أسكنتني وجدانك 
ضعت .. و لا أثر .. 
يطول فيك سهاد المسافات 
.. أخاف عليك .. 
و في اشتياقي شرارة الحر 
و المسافة صقيع الإبحار 
أتجمد حاجز السراب 
و عَدَّاد الصبر لا يستحمل 
أهوال النبضات 
أضيع أنا متاهة الخيبات .. 
أشتاق إليك .. 

... أخاف عليك ... 
و أنت تسكنين ثورة الربيع 
رحيق الصدى و الوردات 
بكل الأسرار 
.. أخاف عليك .. 
أجدني سجين قلعتك 
وراء قضبان حنانك 
كيف السبيل إن اشتقت أحضانك
و أنا وحيد وحدتك 
إن تحررت أجرح أهداب أَمانك 
.. أخاف عليك .. 
و أنا القريب منك 
كيف لي أن أظفر بك 
مهزوم عتبة الانتفاضة 
و أنت الملكة و الحكم المطلق 
و أنا المحكوم فكيف أقاضيك 
مسجون أبدا .. أنا .. ببحرك 
و أنا البَحَّار الضائع فيك 
صُدْفَة بين الصَّدَفات 
أشتاق إليك .. 

... أخاف عليك ... 
و إن قعدت فيك 
أخاف على نفسي منك 
إن زارتك نحلة و أنت الوردة 
تقاسمني لوعة الرحيق 
و أنا السابح فيه كل الأذواق 
.. أخاف عليك .. 
إن خَطَفَتني منك 
أضيع في شهد العسل 
أثمل و كيف السبيل إليك 
فأنت عسلي الأصل 
فكيف إليك أن أصل 
.. أخاف عليك .. 
و كذلك من نفسي 
فأنا جيش من الشوق 
يقوده وجدان من الاشتياق 
غنيمة يأسرك .. و أنا .. 
ضد السبي و الأسر 
أنشد النسيم في الحرية 
و لا أتارجع مبادئي .. 
في الحب أنت الحكاية 
أنت فرضي في الكفاية 
بأحقية الانعتاق 
أشتاق إليك .. 
٠
.. أخاف عليك .. 
أعشقك أكثر 
مناي أُظَلِّلُك من حر القمر 
و لوعة السهر .. 
مناك أظل فيك
تناجي فيَ حنان القدر .. 
قدري أن تكوني
وجهتي لكل الأسفار
أسافر كل الدنيا و أنت السفر .. 
قدرك أن أكون 
آخر محطة و آخر استقرار 
.. أخاف عليك .. 
إن اشتقت ذاكرتي 
استودعتها فيك لأجلك 
يا أروع تذكار .. 
فلا أجدها و لا أجدك 
أجد بقايا أمسي فقط 
و بعض أضغاث أحلام 
و أنت الحلم الذي عشناه سويا 
و ما أضنانا إلا الفراق 
أشتاق إليك .. 

... أخاف عليك ... 
و أخاف من ذاكرتي 
إن وجدتها فاقدة الذاكرة 
فلا أحد سأتذكر 
أشتاق إليك .. 
.. أخاف عليك .. 
إن تكذرتك لوحدك 
أصير في العشق أنانيا 
و لا أحد سَيُقَدِّر 
و لا حق لي و لا وقت 
للاعتذار .. 
.. أخاف عليك .. 
و أشتاق إليك أكثر .. 
لو كنت أعلم 
أن لدرب العشق حلاوة 
الرحيق مطبات 
لاخترت مسلك الجبال 
طريقا أحبذه الأوعر 
و لكنتُ زدتُ في الحلاوة 
رحيق زهر البراري 
و لما اخترت نَفَسا إلا نَفَسَك 
يا عبقا بروعة الزعتر 
أشتاق إليك 
اشتياق الشجر زقزقة 
العصافير 
اشتياق أرامل الجداول 
خرير المياه و المواويل 
و أعشقك .. و أعشق فيك .. 
عمري و أكثر .. 

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق