الأحد، 11 أكتوبر 2020

( أصفار في المزاد ) بقلم الشاعر مروان معماري / سوريا

أصفار في المزاد
          مروان معماري 

منْ وتَرِ النُّواحِ سوفَ تبزُغينَ يا بلادي
وإِنْ هُمُ سوَّوْكِ بالتّرابِ
وجنّدُوا أخطاءَنا
وأنطقُوا أوثانَنا
وعمْلقُوا أقزامَنا
 وأطلقُوا النّارَ على الضَّميرِ والكتابِ

 مَنْ هُمْ تُرى ؟! هلْ حَضَروا من سالفِ الزَّمانِ؟
مِنْ جَرَبِ الظَّلامِ في تاريخِنا
أم مِنْ مكانٍ ليسَ بالمكانِ؟!
هلْ خرجوا مِنْ كهفِ أمِّ عامِرٍ
أم من سوادِ روحِنا
وتمتماتِ جَهلِنا
وغمغماتِ حقدِنا
ومدَّعِي الثوابِ والعقابِ
وذكرياتِ الشاةِ والذّئابِ؟! 
مَنذا الّذي سوّاكَ بالتّرابِ؟ 
يا بلدَ الأحزانِ والعذابِ
         
يا صفرُ، يا مَنْ لستَ في الحسابِ
ممثِّلاً، أو كاتباً، أو شاعراً
عاديتَ أمَّكَ الجريحَ مِنْ ذريعةِ العداءِ للنِّظامِ
أَلَمْ تكنْ صَفِيَّهُ وبوقَهُ وفارسَ الكلامِ؟!
واليومَ صِرتَ فارسَ الخرابِ!
        
يا صفرُ، والأصفارُ لم تَعُدْ قليلةً شمالَ  صانعي العذابِ
ياصفرُ، والنَّعيبُ ليسَ بِدعةً من ناعبٍ غُرابِ
قلْ لي: هل ارتويتَ من دموعِنا؟ 
هلِ اشتفيتَ من دمائِنا؟
هلِ ارتزقتَ من تمزُّقِ المولودِ قبل صرخةِ الحياةِ؟
أَأَنتَ غاضبٌ؟ هلْ باعكَ الصّرافُ بالفُتاتِ؟
هلْ صرتَ عُملةً باطلةً في سوقِ عُمْلةِ الجُناةِ؟
هلْ ملَّكَ المُربّي
وأنتَ في صَوْلاتِهِ الفَحلُ الذي يُلبِّي؟!
يا أَيُّها اللّامنتمي خُذْ حُقنةً مُخَدِّرَةْ
ونَمْ قَريرَ العَيْنِ فالبلادُ صارتْ مَجْزَرَةْ
وأُمُّكَ الجريحُ أَضْحَتْ مَقْبَرَةْ
فلا تَزُرْها إنَّها غاضبةٌ، لاعنةٌ من جاءَها باسمِ العدوِّ راكباً مُجَنْزَرَةْ 
        
منْ وتَرِ النُّواحِ سوفَ تبزُغينَ يا بلادي
مِنْ أَحْمرٍ مُبَشِّرٍ يَنْطِقُ بالودادِ
مِنْ سطحِ كلِّ منزلٍ شرَّدَهُ الأعادي
مِنْ جارتي.. مِنْ حارتي
مِنْ بائعٍ يُنادي
مِنْ كَرَمِ الحَصّادِ والحَصادِ
مِنْ مصنعٍ ودّعَ فترةَ الحدادِ
ستشرقينَ رُغمَ  (أصفارٍ) تبيعُ أمَّها في حَلبَةِ المَزادِ

                                                                                  مروان معماري
                                                                                   4/8/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق