السبت، 10 أكتوبر 2020

( جريح الرحيل ) بقلم الشاعر المبدع مصطفى سليمان / المغرب

🌹 جريح الرحيل 🌹

خفيفا كالظل مكلوما 
أراوغ أوجاعا 
لملاك تسكنني أحملها 
بين أدرع كهولة السهاد 
و مراهقة شاخت فيها 
مبلغ الحكمة قبل الاختمار 
أهدهد فيها رضاها  
أمشي أطراف بناني 
كشبح أعبر أهداب السمر 
لا أترك أثرا و لا أحدث حسا 
رأفة بقلبها الندي الوردي 
نام تعبا سرير وجداني 
أكفكف حسراتي 
أخجل إن ضبطت متلبسا 
أنفاسي لأنفاسها توقظها 
و لا مفر لأنكر 
لا مجال لأكابر 
أكابد لوعاتي لذكراها 
موسومة بطول الافتقاد 
لا أهاب شيئا 
أخاف لقياها 
تلكم محنتي في العذاب 
إن كانت لوعتي في الغياب 
فكيف الحال 
أمامي ماثلة و عن كثب 
بعمر يتجاوزه عمر 
تخمة الأوجاع 
لم تأت عن قصد 
و لا هي من عدم أتت 
الدهر شاهد أيهما أتخمني  
أشتاقها وطنا ما بعدها وطن 
فيها منذ أن غادرت 
ما عدت أفرق تذوقا 
ما بين طعم نبيذ الشفتين 
و رحيل السنين 
أمخر عباب شقائي 
فلكي شاخ مكانه 
و مجاديفي ضيعتها الزمن 
لا جدار أسند إليه مواجعي 
و لا عصا أنش حنقي 
وحدها نوارس الأمل 
تعلمني وصولي 
لا الشط يتذكرني 
و لا جواز المرور يشهد لي 
حقائب الدهر بتقوس الظهر 
وحدها تبصم لي 
كوني ولدت في تلك الأوطان 
تعلمت فيها أبجديات الحب 
و كيف يعيش المعذب حبا 
ترحالا في اللامكان 
ولهانا فاقد البوصلة 
إلا من ضريع الوجدان 
أحببت فيها امرأة 
إذا وقع و التقينا 
غربت فيها أمكنة الوجدان 
و ضاعت أزمنة الهدنة 
في اتحاد النجوم ضد غريب 
يلقبونه مجازا .. صريع القمر .. 

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق