🌹 بشارة طفل من حجر 🌹
في اتجاه الموعد .. مع وطن ..
منذ الطفولة
و أنا السائر درب بحثي
عن وطن أنفاسه لأنفاسي
تصل حدود بيتي
بعطر الزهر البري ، الورد الندي
و نكهة التراب ..
يقال إنه يستوطن بلاد العرب
شعبه من سلالة الإباء
الأبيّ عن أبيّ
صيته يسبق كل تفاهات الأعراب
ضارب في التاريخ كل الأحقاب ..
أجده قريبا كل صباح يبتسم لي
يفترش الزهد و ينثر كل عابر شريد
عبق الرحيق للحرية
حليف الندى ..
كل مساء يختفي
أعلم أنه أعالي السماء يجمع لي
قطوف النجم و الشهد
على طول المدى ..
أكبر سريعا عليها عادة
حاملا معي طفولتي
و وجدانا مملوءا أفئدة ..
و شوقي كله
في أن ألتقي بهذا الوطن
أعيش فيه أبدا
و إن مت من أجله
عيشي فيه مخلدا .. !!!
قبل الموعد .. وجها لوجه ..
قبل الموعد
كنت هنالك .. أنا ..
حطاما يعم ركاما
و أشلاء داخل أشلاء
تبكي العالم كل المحن
فأين أنا من الوطن .. !!!
دبابات صنعت بخبرة جميع الأدمغة
و لا عتاب
فكل الأسماء ذابت كل الألقاب
صارت لثمارهم الأسمدة ..
متجمدة كل الأمكنة
كأنه الصيف بهذيان السراب ..
و القناصة تحجروا
كل السطوح و النوافذ
ينتظرون رمي وجدان
إن هو رفرف قاطعا الشوارع
حاملا حزاما من الأفئدة ..
عجزة يجتمعون الأرصفة
طيور بلون التراب
و لا أحد فيها نشازا
شبيه الغراب ..
أطفال بسن كل المحن
أصابهم الشلل
يتساءلون .. متى وجدوا ..
نساء تكدسن المؤن
من أكياس بلون الكهولة
تدعى مجازا أكياس المعونة
في سلال لا تمتلئ
تبكي عمرها الصدئ
و حدها الشوارع ما زالت تعاند
تصور كل المشاهد
بعدسة دهر من الدموع
تنتظر الحال يثبت على حال
رغم غلبة اليأس في المحال ..
لا صور تؤرشف ما حصل
فالواقع يبكيه الحال ..
أنظر متأملا المآل
قابع أنا اللامكان
كأن الوقت قد حان
لإعادة تمثيل الجريمة
انتظارا فقط حضور الهدوء
كذاك الذي يسبق .. زمن العاصفة .. !!!
في الموعد .. وجها يناظر وجه ..
بفتح محفظتي
كاد لبي أن يطير
لم أجد صورة لي و لا جواز السفر
رأيت وجها يعاكس مرآة سيارتي
لم يكن وجهي .. لا أعرفه ..
من أكون .. أنا ..
و كيف دخلت وطنا في وطن .. !!!
كم من معابر مررت
و لم ألق حتفي و لا سوء المصير
لا أعلم كيف لمعبر يفتحني لمعبر
لم أفهم عنهم كوني شربت المقلب
إلا متأخرا .. و أني بداخل وطن
عديم النفع فاقد الهوية ..
فمهلا يا أنا
ماذا يقع في هذا المكان
هل انسل عنه الزمن
أم هربت عنه الوجوه
إلى وجهة من غير رجعة ..
و بقيت أجساد تمخر ذليلة
عباب المهانة بفقدان الشراهة في الكرامة ..
و للأنفة انعدام الشهية .. !!!
صرت ربما أهذي
أتفهم ردة فعلي و الأخرى لغيري
لا هذه و لا تلكم تجدي ..
ليس عقابا نزل
بل هي حكاية وطن
منذ النشأة ساكنا .. هو .. الوجدان
و ما أعلمه بديهيا
كل القلوب أراها هي الوطن
إن وعيناها منذ الأزل
و كُرِّسَت في المناهج للأجيال
كون القلب مستقرا للأوطان
لما دمر و لما استرقع وطن ..
إن من يحمل بقلبه الوطن
صعب عليه أن ينتشل قلبه
من بين أحشائه
مُضيِّعا وطن .. !!!
داخل الموعد .. وجها لوجه خضم النبوءة ..
سبع آلاف سنة و حيف
في تخوم العدم أنتظر
أن يَصْدُقُوني البشارة
كون الأطفال تولد من حجارة
و الانتفاضة لموعدها قريب
مسافة تاريخ
عنه إن أُزِيحَ
زمن الأمير و الوصيف .. !!!
داخل الموعد .. وجه يسيره أنا ..
و أنا السائر في مكاني ..
بعيدا بعيدا في قربي
كلما جعت آكل من نفسي
لا خنت جرحا
لا بعت حلما
لا زورت أملا ..
أسقي عيوني بدمعي
دموعي تكفيني
و لا أسأل أحدا ..
ألاطف غمام أجوائي
و لا أنتظر هطول الكرامة .. !!!
داخل الموعد .. دون سابق انتظار ..
أشقى في كعب هدبك عمرا
و عمرا آخر أحمله
عنكِ و أداريه ..
فقط أرى ابنكِ صلاح الدين
يأتينا مرتين
و في ممشاه أجاريه ..
و إن قدمت المنية
لن أخجل من عمر دمعي
فمن يكره عوض الفرحة
فرحتين .. !!!
الموعد : أو لكل أجل كتاب .. و قبلُ حساب ..
لا تسألني سيدي عن الوطن
و كأني طالب أمتحن
اسألني من كان الربان
و من غير وجهة السفينة
منذ متى كان تحرير وطن
بجمع شتات ملفاته و وضعها كقضية
و ننام السبات حالمين
كوننا على أرائك السكينة و بأيادٍ أمينة .. !!!
إذا يوما أردت سيدي
أن تعرف كيف يموت الوطن في الأوطان
اجعله محشوا في ملف
و اكتب على الصفحة الأولى و بالبنض العريض :
.. هنا يرقد وطن طريح القضية ..
منذ متى كانت الذئاب على الوعد
تقتص من بني جلدتها للحملان
تسلك سلوك الوفاء
و لا تنكث العهد
تنافس الإنسان الوجدان
و تضاهيه الإيمان .. !!!
لن أنتظر المغضوب عليهم
و لا الضالون
و لا من هم عن أوطانهم ساهون
و لن أعاتب من استكان
و من باع و من خان
و لا هم مجتمعون ..
سأعود لنبوءتي
ثقتي اليوم ثقة عمياء
في معجزة تعيش وجدان الأطفال
قلوبهم حجارة
تستعصي المطرقة و السندان
و ليس في ربات الحجال
لا أؤمن بقضية
انتظارها تَطلَّبني عمرا من الوهن
أؤمن بحق الاسترجاع
استرجاع الوطن
سبع آلاف سنة و حيف
في تخوم العدم أنتظر
أن يَصْدُقُوني البشارة
كون الأطفال تولد من حجارة
و الانتفاضة لموعدها قريب
مسافة تاريخ
عنه إن أُزِيحَ
زمن الأمير و الوصيف .. !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق