*قصص قصيرة
(سلسلة في الطريق )
القصة الرابعة
*شرالبلية
بقيت في عملي لحتى وقت متأخر
جدا حتى بعد مغادرة
الجميع ،
بقيت وحدي أنتظر متى
تعطف علي السماء
فيتوقف هطول المطر
الغزير
والعواصف التي تعبث
بالأشجار والنفايات
التي امتزجت بالطين هنا وهناك ..
صوت الرعد الذي
كان أقرب ألى قصف الطيران ..
كوني مسؤولا عن فتح باب
المكتب صباحا واغلاقه في المساء
كأول موظف يصل ويغادر ..
بعد أن استقل كل من الموظفين
عربته الفارهة وغادر..
كانت السماء تعاندني..
تصر على سجني في هذا المكان
الذي يبعد كثيرا عن مكان سكني،
عزمت أمري أخيرا على
أن أخوض في ذلك العراك
لتتلاطمني الأمطار،
وتتقاذفني الرياح
حتى اتمكن من إيجاد وسيلة
مواصلات تنقلني ألى مكان
سكني،
الرؤية باتت معدومة
بسبب الضباب
الكثيف..
عانيت الكثير من التحالف المنقاد
ضدي من قبل الطبيعة
والبشر،
أخذت العربات ترشقني
بالوحل من مستنقعات المطر
الممزوجة بزيت السيارات
وعوادم الأدخنة ،
جريت نحو إحدى المظلات المنزوية
لاحتمي قليلا من تلك
المؤامرات،
كدت أن اتعثر بجسد بشري
يتدثر بشرشف(بطانية )
كان رجلا خمسيني
يحتضن صغيره ذو الخمسة
سنوات والذي يحاول
الالتساق بوالده كلما
إزدادت قسوة السماء،
كان الطفل شبه عاريا..
ثيابه بالية..ممزقة..متسخة
اتساخ ليس له علاقة بالمطر
البته،
مظهره يحكي حكاية
أيام وليال عصيبة مر بها
ولازال يمر ..
نظر الطفل إلي نظرة توسل
وكأنه يرجوني أن انتزعه من
أحضان ابيه وأن أجري به
ألى حيث المجهول؛
المهم أن يتغير الوضع
الراهن ..
شعرت بيد تمسك بأسفل
معطفي وتجذبني..
لقد كانت يد ذلك الرجل
الذي يحتضن الطفل
أو تصحيحا لقولي أن الطفل
يحاول احتضانه بحثا
عن الدفء،
نظر الرجل إلي نظرة توسل
وأشار إلي باصابعه حركة
تشبه المقص..
ثم همس الي :
(معك سيجارة! ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق