الثلاثاء، 28 يوليو 2020

( صوت وراء القضبان ) بقلم الأديب أدريس العمراني

صوت وراء القضبان
حين تميل الشمس نحو الغروب و يتلاشى الضوء مرتديا رداءه الشحوب . و ينهار معلنا موت النهار ..وحيدة ,وراء القضبان,أتذكر أمي و إخوتي أتذكر ابني و حفيدتي أتذكر أختي وحبيبتي تكبر قصتي و لوعتي تزداد معاناتي,,حين تغادر الطيور  أعالي الفضاء و يعلو الصمت في الأرجاء,,يعلو معه بداخلي هدير موج الأحزان,ينمو سكوني,أتيه في حضن وطن مسلوب ,,محروم من الاسم و العنوان  ,أحمله شوقا أراه حلما في عيوني الذابلة , أبكيه و يبكيني .لا شيء  في حبه ينسيني حين يتسلل ضوءالغربة عبر قضبان الاثم و العدوان أتوجع في زنزانتي . حين أرى عروبتي وراء الحدود أراها ولا تراني , أتجرع وحدي همومي .أشربها كأسا من صقيع الليالي الباردة, أتجرعها وجعا بين الضلوع المنكسرة .حين أتفكر البيت و الطفل و ليالي الأمس و حديث الظل . حين أتفكر شهداء الفجر ,حين أتذكر الزيتون  و جريد النخل و السنابل  ,حين اتذكر أمي ووجهها الذابل حين أتذكر رفيق العمر يفارق النوم أجفاني و بداخلي ينام الحب في ليل طويل ,و بين الضلوع يندس الأمل و أعرف أن حب الأرض لابد له من ثمن ,تجردت من حريتي لكني لم أتجرد من هويتي ,أنا أرض عطرها من دم الشهداء و اسمها فوق كل الأسماء,وطن حبه في الجلد ملفوف هو روح فوق الروح هو المحراب هوالنشيد هو الفجر هو الشمس و القمر هو قبلتي هو تراتيل الصباح و المساء
ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق