🌹 ... أبدا مرتين 🌹
قبيل مطلع التاريخ .. سهوا ..
هي حكاية غنتها الصبايا
في الذكرى الأولى
للاسترجاع الكبير
لما تم الأمر
و نقح التاريخ الجديد ..
أزلا كان سجين الأعناق
لزجاجات الحكايا
فك فيه رقاب السبايا
عاد الهواء حكمه الطبيعي
بعد أن كان يوزع قطعا
مع وقف التنفيذ ..
و الأعياد أشكالها
بنكهة غزل البنات و الزغاريد
تملأ بيوت التوليد ..
حكايات لم تكبر بعد
عن طفل نبت مفاصل الأرض
احتاروا تسميته
سموه طفل .. عرين الرعد ..
و للأهازيج .. مطبات .. عنوة ..
تقول الأغنية
أن طفلا سقط مع البرَد
طاولة النرد ..
توطن .. الهامش .. مشارف الريف
مطلوب حيا أو ميتا
و الكل مطالب البحث و التقصي
من المشير إلى العريف ..
تهمته مسؤولا غارات المناخ
محرضا كل العواصف
يُجمِّع السحاب غفلة الذئاب
يكدس طواحين الرياح
مواعين الخزف ..
يطوع الحديد
و يكسر سعة الصمت
يستنشق عبور الموت
و يحيي الحياة في التاريخ
ينتشله مصير الرميم
تهابه الأحلاف
ينشد عيش الاختلاف
و ينبذ الخلاف
و البشارة أنه طفل
بعمر الحجارة ..
أسئلة تسائل طفلا .. يسكنه ..
كيف للورد أن يستحمل
شقاء الفصول
و يواصل
ليرتاح إلا في فصل ..
كيف للنمل أو النحل
أن يواصل و يتواصل
لينعم الوحدة في الأصل
و لا يتشرذم فصيلا تلو الفصيل ..
كيف للسنونو أن يهاجر
محنة المسافات
ليظل ظليلا عقر فصيل
لا يضيع و لا يخون السرب
في نهجه للوفاء مضرب المثل
و لا للونه تنكر
بل فيه .. هو .. الأصيل ..
من داخل رتيب الاختناق ..
كيف لي أن أحافظ توازني
و فيه .. أنا .. لن أختل
ذاك الإنسان .. أنا ..
قابع في نفسي طريح الخجل
و كيف لي أن لا أخجل
عمرا بكامله أقارن
بين الحضارات .. بين الأديان ..
و مضارب جميع النحل
و ما وجدت دافعا
يجعلنا نتفتت حبات الرمال
أعدادا تقصم ظهر التاريخ
من فصيل لفصيل و لا فاصل
فكيف لا أكون .. أنا .. الخجيل ..
نتواجد ... التفكير .. لأجل غير مسمى ..
أنا ذاك الإنسان منذ الأزل
و ما ترفعنا يوما عنها مهازل
كأننا فطمنا على المحن
لا نرتاح إلا صيد المستنقع
و لضيوفنا أبهى منتجع
صورا مفبركة لعيشنا الأسيل ..
كأننا جنان الخلد حلما نعيشه
لا أشواك دروبنا و لا فتن
لا فقر ، لا جياع و لا تقتيل
بالله علينا كيف نختلق الكذب
و صدقا نقسم كوننا نجسده
نحن فصيل نادر لا يشبهه فصيل ..
رمادية الصورة ... عبثية الغاية ..
نحن بيت أبوابه مشرعة و الأب نائم
ولدنا من الغمام و الأم رياح العقيم
الكبير إخوتنا حياته يلوك السحاب
الصغير إخوتنا سائب ..
على أنفسنا نحن الدمار الشامل
كبسة زر طائشة و نحن خبر الغائب ..
نحن قنبلة نهايتنا
نحن بارودها و منا نحن الفتيل ..
فجوة لون .. و نعود .. عبثية الغاية ..
بكبسة (وحدة) من المحيط إلى البحر
نشتري حمام العالم و نصدر السلام
يوما انتفضنا من سباتنا
كانت مجرد شبه يقظة في حلم
و العالم رمش العين استقام
لم يكن ينقصنا سدة أو سادة حكم
كانت عزيمة كبسة على زر الوحدة
و لكُنا انتهينا منه .. الحمل الثقيل ..
سوداوية الصورة ..عدنا .. عبثية الغاية ..
لم يتبقى لنا سوى أن نقامر
أن نفرغ أوطاننا ، نجمع شتات أوجاعنا
و نشد الاتجاه شُعب الرحيل ..
أو نبقى مطرحنا حيث مآلنا
و نطلق سراح الحمام الزاجل ..
لم نعد في حاجة لخطابات
لم يعد استطاعتنا إرسال الرسائل
استنفذنا جميع الوسائل
كل الفصول تبرأتنا
شاخ فينا فصل الربيع
و انتحار جماعي كل المشاتل ..
رضيعنا يفقه عنا
يعلم من قصم ظهر البعير
لا الشعرة و لا القشة
هي جدلية طواحين الهوى
كلما جَهز شراب الشعير
و ارتفعت أسهم البراميل ..