🦜🦜تراتيل روح هائمة⚘⚘
عبقُ البخور يضوع بين جنبات الحنين..في ركن قصي من غرفة الشوق المكنون...تجلس سيدة مضمخة بعطر الوحدة و السكون..تستنشق إكسير الحياة و تنادي رائحة الأمل المفقود..أيامها تنتهك رفيف الأقدار و تعانق سهاد الأفكار...و تلبس حلة الأسفار ...روحها مرتعشة تتهادى بين الافنان تلتقط
أوراق الود و تحفظ أغصان العهود الغضة...
هي سيدة أرهقها رائحة الموت المبلل بغيم العمر...وكساد الخاطر و عذاب السقم المؤبد..أمراة ترتل صلوات الخلود وتعزف اناشيد الجنون...تدق دفوف الحياة معلنة عن ولادة تتلاطم امواجها بين زبد العمر وشواطىء الخذلان...
سيدة تحرك سواكن الروح و ترسل شذرات من صور الرحيل و اللقاء..في روحها حرقة وفي عشقها وجع تترجمه مرافئ الذكريات الهادرة....هي منية تنثر الضياء أينما تحل ...تحاور وهج الشمس...تقبل النجوم..و تحضن القمر...
سيدة مرهقة..تمشي الهوينا..تتأبط الوجع وترسم طرائق النجاة...تتدثر الحرف..وتسكب ترانيم الروح في الكلمات العنيدة...ذات مساء هدهدَته نبضات حب ...وانتثر اريجه بين حنايا الروح صدحتْ اجمل ألحان الوعود..نسجتْ الفرح شوكا و بيلسان سرقتْ الوقت سرابا ...
هربت بها الذاكرة بعيدا حتى باتت ترتق ثوب عمرها الممزق..خيوطه الصمت و نسيجه العدم و النسيان...
ابتهالات تئن..تقتات الصدف القلقة...تكتب الخلود رسالة ترسل سحرها.... و تجاهر بلحظات تغنمها من قاموس انتظارها تترجم معاشرة حرفها متعة متوهمة...
إنها سيدة يبتسم المها سوادا... يحاور وحدتها ويلملم سنواتها العجاف ...الرياح تولول..تعلن عن شتاء من افراح تهلّ وعن زخات من سعادة تهلّ و عن رذاذ من بهجة ...لا تغيب... وهي جالسة تنتظر في شوق نادر لقاء يجمع بين تخمة الرحيل ولقاء غادر..يطوف بالقلب على عتبات امل يرتجف...تستره شجون وحيرة ووقت ضبابي الرؤية وضياع سرمدي ...صعب اقتفاء أثره ولو بعد هداة و سكون ...
🌹منية الشريف/تونس🌹
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق