لا تَعجَبَنَّ مِن أيِّ خَلَلٍ أو نَشازٍ
في زَمَنِ المَصالِح !
وقد تَفَشّْى بينَ الجمع ..
كَذِبٌ ونِفاقٌ ورِياءٌ فادِح !؟
لا تَعجَبَنَّ ..
وإن غَدا البَحر عَذْبَاً ..
وأصبحَ النهرُ مالِح !؟
والسَكاكينُ ناعِمَة رَقيقَة ..
والوَرد جارِح ؟!؟
أو تَنْفُثُ العصافيرُ سُمَّاً ..
والأفاعي تُغَرِّدُ ولَها جَوانِح !
لا تَعجَبَنَّ ..
وإن رأيتَ الضّأْنَ تأنَسُ لِلثعالِب وتُصافِح
ولا مِن كَبْشٍ يَرضخُ لِلذَّبحِ مُسْتَسلِماً !؟
ونِعاجٍ تُناطِح !!
لا تَعجَبَنَّ ..
إن فَقَدَت تاءُ التأنيث أُنوثَتها
وما عادَ لِلمُروءةِ إرثٌ ناضِح
واخْتَلَطَ المَفْهوم على المَتْكِ* ..
أهوَ المَيسَمُ* ؟
أمْ اِرتَبَكَت فيه ..
أو تَمَرَّدَت عليهِ غُبارُ الطَّلْع* ،،
وخَانَتهُ لَواقِح ؟!
لا تَعجَبَنَّ ..
مِن كَأسٍ أُزْهِقَ فَيضُ عُلُومهِ
مِن قَدَحٍ بِِالجهلِ يَزهو ،،
بِالفَراغِ يَسْمو !!
وبِما لَمَّعوهُ يَعلو ويَتَسامَق
على أنهُ بِما أتْرَعوه* ..
طافِح
لا تَعجَبَنَّ ..
مِن ضِيق الفَضاءِ على الحَكيمِ في مكانهِ
فما عادَ بِرُشدِهِ يُبْدي ويَهدي النَصائِح
فلا الوَقت وَقتَهُ ..
ما دامَ الهَزْل على ثَنِيَّات* الحَسْمِ والحَزمِ كاسِح
وما دامَ طلاّع الثَّنايا* أضحى قَسْرَاً ..
أمامَ المَرآيا - حَصرَاً في ثَناياه -
قلبَاً ناصِح !
لا تَعجَبَنَّ ..
إن تَجَرَّدَ السَّيفُ عن غِمدِهِ دونَ حِلْمٍ
فما عادَ الغِمْدُ لِنَواصِلِ الحَمِيَّةِ ..
والعَصَبيَةِ جامِح
أو شَذَّ الرَّصاصُ عن مَسارِ أهدافهِ ..
فما عادَ لِلحُرِّيَّةِ يَرنو ويُكافِح !؟
ولا مِن جَوفِ الظُّلمِ وخَنادِقِ الظَّلام
أو وَجْف هَزِيع* البَيادِق ..
لِاْنْبِِلاجِ النورِ طامِح
لا تَعجَبَنَّ ..
إن أشْهَرَ الحِيادُ في وَجْهِ الحَقِّ سِلاحَهُ
أو كَمَّمَ مُتَعَذِّرَاً ،، فاهَهُ
ولا إن أسْدَلَ السِّتارَ ..
حاجِبَاً فُصولَ حَكاياهُ !؟
لِئَلا يَكون لِلعُتمَةِ فاضِح ؟!!
لا تَعجَبَنَّ ..
مِن ثَعالبٍ أوْكَلَت لِلكِلابِ - في العواءِ - مهمَّاتها
وباتَت في وَكْرِ مَخْدَعِها ..
بِدِفءِ الْفِراَءِ بِكُلِّ أمانٍ تَنامُ
فَهُم بِالذَّودِ عن حِماها نَوابِح*
لا تَعجَبَنَّ ..
مِن صَمْتٍ بينَ الخَلَجات ..
أو في الحَشا ذابِح
ومِن عَرِينٍ غدا قَهْرَاً فادِح !
لَطالَما مَتاريسُ الجُبْنِ والمَكْر ..
تَمْتَّصُّ الزَئيرَ فَما عادَ صادِح
وغدا العَويلُ والضُّباح* ..
لهُ قادِح
فلا تَعجَبَنَّ ..
وقد جاءَ قبلَ ألْفٍ مِن السنواتِ ..
وأربَعَةٍ مِن القُرونِ ومِثلها في العُقودِ
في مُحكمِ تَنْزيلٍ ..
بِكَلامٍ وخِطابٍ واضِح
أن الخُلاصَة في ثَباتِ القليل ،،
لَهُوَ قُوَّةٌ وصالِح
أمّْا الكَثيرُ الكَثير ..
فَهُوَ زَبَدٌ جُفاءٌ طالِح
فَلِمَ تُصالِح ؟؟؟؟؟؟!
#إسحاق_عثمان
٠•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
* المَتْكِ : العضو او الجزء الذكري في النبات
* المَيسَم : العضو الأنثوي في النبات
* غبار الطّلع : حبوب اللقاح
* أترَعوه : مَلَؤه / مُترَعَةٌ : مَمْلُوءة
* ثَنِيَّات : جمع الثَّنِيَّة ، الطريق في الجبل ، الاستثناء
* طلاَّع الثَّنايا : مُجرّب للأمور يُحسن تدبيرها بمعرفته وجودة رأيه ، جَلْد يتحمل المشاقّ أو ساعٍ لمعالي الأمور
* هزيع : اضطراب واهتزاز ، الحمق ، جزء من الليل
* نوابِح :ج ، من ينبح
* الضُّباح : صوت الأرنب ، صوت البوم ، صوت الثعلب ، صوت الحية السوداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق