عطر أمي
حين أتنشّق عطركِ
يتخدّر جسدي
فأهفو لحضنكِ في شوق
علّي أستعيد الحياةْ
علّي أشحن عواطفي
أشحذ عزمي
كي أواصل السّير
على درب للنّهايات
حين أتنشّق عطرك
تنفتح أبواب ذاكرتي
فتجلدني الذّكريات
أنا لا أرى شيئا
في ثناياها سواك
فكلّ الوجوه ضبابيّة عداك
كل الوجوه عابرات
إلا أنتِ يا عمري
تحيطك بالنّور هالات
وأينما سرتُ رأيتك
تصلحين لي الطّريق
كي أتفادى العثرات
و أينما وجّهتُ نظري
رأيتك تبتسمين
فاتحة ذراعيك
في كل الإتجاهات
نَهَلْتُ من منابع الشعر
طوال سنوات
و درست كلّ ما قيل
عن الأمومة و الأمّهات
لكني لم أجد حدّ السّاعة
ما يصفكِ عشقي
من معانٍ، من كلمات
أمّي ، يا حبيبتي
على يديك
تتلمذتُ في الهوى
و بعينيك رأيتُ
كلّ الألوان الزّاهيات
في رحمك تعلّمت
أصول الكتابة
فكتبت أولى الأبيات
لو كنتُ بقيتُ أكثر قليلا
لصرتُ نبيّا و لي معجزات
أمّي يا حبيبتي و معلّمتي
يا منارة تنير دربي
بأصدق الأماني والدعوات
فاليشهد التاريخ أني
من رحمك خطوتُ
أولى الخطوات
ومن عشقك
سرقتُ أشعاري
يا أجمل وأعظم الملكات
إمضاء: حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق