( جدول النور )
من بحور الحبِ يا أُمي أقتطفُ
هذا القصيدُ وأرسمهُ لكِ شغفُ
لولاكِ بعدُ اللَّهِ ما كنتُ مُبتسماً
ولا حياتي بلونِ الفرحِ تتصفُ
يكفي وجودكِ من الأنامِ كلهم
يا تاجَ راسي ويا حُضناً لهُ لَهِفُ
اللهُ بِرَّاً قد أوصى بكِ آياً
يتلوها قلبي فئذ بالروحِ ترتجفُ
في القرب منكِ جلاءُ الهَمِّ أجمعهُ
والبعدُ عنكِ جراحٌ دامي نَزِفُ
فكيفَ أقسو وأنتِ نبعُ تحنانٍ
وكيفَ أعصِ فؤاداً بالدُعا حَفِفُ
وكيفَ روحي ترى راحاً وتسليةً
إن لم تكوني لهاذي الروحُ معتكفُ
قد جودتِ قبلاً وما زلتِ أيا أُمي
بدافعِ الحبِّ لا غرض ولا هدفُ
سوى أن أكونَ بينَ الناسِ مفخرةً
لمَنْ ربَّتْ وكانَ لجُهدِهَا شرفُ
يا جدولَ النورِ ويا ألحانَ أُغنيتي
اليَومَ أخضَرَ غُصنَ الأمسِ يرتَشِفُ
خُلقَاً رعتهُ عيونكِ كلَّ ثانيةٍ
فأثمرَ الغُصنُ قلباً زاكياً حَصِفُ
فدتكِ نفسي التي أنفاسها بعضٌ
منْ حُسنكِ الوهاجُ تسمو وتأتلفُ
.............
د. هزار محمود العاطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق