الاثنين، 22 مارس 2021

( إلى امي ) بقلم الشاعر حسن زكريا اليوسف / سوريا

إلى أمي ( رحمها الله ) والأمومة
***
مــن يُــمـنـــاكِ كــوثـرهــا تــدلّـــــى
🌹
علـى شُــطـآنـكِ الأشـعـارُ ترســو     
ونـوركِ لـلـقــوافـي شَــعَّ كـُـحـلا
:
وحُـبُّكِ في الـوريـد يـفـيـضُ نهراً      
ويشـمـخُ في روابـي الـقـلـب نَخـلا
:
عـلـيـكِ الـلـهُ قــد أضــفـى جَـلالاً     
وفـيـك لـطـيـفُ رحـمـتـه تجـلّـى
:
جِـنـانُ الخُـلـد في عـينيكِ تسـمـو      
ومـن يُـمــنــاك كـوثـرُهـا تــدلّـى
:
وحـولـك طـافـتِ الأنـظـارُ ولْـهـى      
ضـيـاءَ مـقـامـك اتَّـخـذَتْ مُـصـلّـى
:
جــنـاح الــذلِّ أخـفــضــهُ بـعِـزٍّ      
أمـــامَــــــك إنََّ عِــــــزّي أنْ أذلاّ
:
وحـسـبـي بعـد رحمــتـه تعـالـى      
شفـيعُ رضـاك يـوم الـفَـصل فَـضـلا
:
دعـيــنـي أزرع الـقُـبلات خُـضـراً      
بخَـصْـبِ جـبـيـنـك المـمـتـدِّ سَهلا
:
ومُـــدّي راحـتــيــك إلـيََّ لُـطــفـاً      
لألـــثــمَ فـــيـهـمــا وَرداً وفُـــلاّ
:
على درب الـشقاء خـُطـاك خطَّتْ     
ســطـورَ الـصـبـر والإيـمـانُ أمـلى
:
وعُـمـرُ عَـنائـك الـظــامـي تلـظـَّى      
وزمـزمُ مـن جـبيـنك فـاض سَــيلا
:
علـى نَــول الـمـواجـع والـمـآسـي     
لـنـا الآمـــالَ قـد أتـقــنـتِ غَــزلا
:
وكــنــتِ لـنـا علـى الأيـام عَـونـاً      
إذا هـي كــشّــرت نـابـاً ونَــصــلا
:
وكـنـتِ إذا مـطالـبُـنـا اسـتحالـت     
تـجـودُ حـســيرةً عـيـناك هَـطْــلا
:
وإنْ حَـطّ الــسَّـقــامُ بـنــا رِحــالاً      
تـمـنـّيـتِ الــفِــدا بـالــروح بَــذلا
:
فكـيـف حـيـاتـنا لـولاك تـصـفـو       
وغـيـرك مـن تـراه يـلــمُّ شَـمـلا !
:
أُفــتِّـــشُ عــنـك ِ في كــلِّ الـزوايـا      
وفـي عــيـنـيََّ تـمـتــدّيـنَ حَـقــلا
:
أمــامَــك تـنـطــوي الأيــام عَـوداً      
فأحـســبُ أنـني مـا زلــتُ طـفـلا
:
فـكم أغصـانُ كـفـك فـوق شَـعـري       
تـدلَّـت واســتراحـت فاسـتـظـلاّ !
:
وهَــدهــدةٌ كَـــشَــدو ِ المــاء ِلـمّـا       
تَـزل في مَـسـمـعي، لـن تضـمـحلاّ
:
وتعـبـقُ ريـحُ خُـبـزكِ مـن بعـيـدٍ      
فـهـلاّ عــاد ذاك الــعـهــدُ هـلاّ !
:
أفِـــرُّ إلــيــكِ مـن زمــن ٍ ظَــلـوم ٍ     
يكــيـلُ ليَ الأســى والحُـزنَ كَـيـلا
:
فـمـنـّي تـســخرُ الـدنـيـا لَـعـوبـاً      
وتـمــزجُ دائـمــاً بـالـجــدِّ هـَـزلا
:
تـبـسَّــمُ لـي وتـغـويـني اشــتهاءً       
فتـنهـرُ لهـفـتـي الحرّى بـ ( كَــلاّ ) 
:
وإنـي كـلّـمــا اسـودّت وضــاقــت ْ     
عـلـيَّ أرى ضِــيـا عـيـنـيـكِ حَــلاّ
:
تحـنُّ إلى حَـنـانـك بـِـيــدُ روحـي      
وإنَّ غـيـومَــه بالــغــيـث حُـبـلـى
:
وجُـرحـي سـاهـرٌ يـأبــى رقـــاداً     
إلـى أن نـلـتـقــي فـعـســى وعَــلاّ
:
سـأبقـى ما حـيـيتُ إلـيـك أحـبـو     
لأنـعـمَ بالـشــذا والـنـور غـُـســلا
:
غزلـتُ لك القـصيدَ بـنبـض قـلـبي     
ســيـبـقى خالـداً هـيـهات يـبـلـى
:
حسن زكريا اليوسف
***
نالت المركز الأول في مسابقة المجد الأدبية ( سورية / 2010 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق