إلى أمي ( رحمها الله ) والأمومة
***
مــن يُــمـنـــاكِ كــوثـرهــا تــدلّـــــى
🌹
علـى شُــطـآنـكِ الأشـعـارُ ترســو
ونـوركِ لـلـقــوافـي شَــعَّ كـُـحـلا
:
وحُـبُّكِ في الـوريـد يـفـيـضُ نهراً
ويشـمـخُ في روابـي الـقـلـب نَخـلا
:
عـلـيـكِ الـلـهُ قــد أضــفـى جَـلالاً
وفـيـك لـطـيـفُ رحـمـتـه تجـلّـى
:
جِـنـانُ الخُـلـد في عـينيكِ تسـمـو
ومـن يُـمــنــاك كـوثـرُهـا تــدلّـى
:
وحـولـك طـافـتِ الأنـظـارُ ولْـهـى
ضـيـاءَ مـقـامـك اتَّـخـذَتْ مُـصـلّـى
:
جــنـاح الــذلِّ أخـفــضــهُ بـعِـزٍّ
أمـــامَــــــك إنََّ عِــــــزّي أنْ أذلاّ
:
وحـسـبـي بعـد رحمــتـه تعـالـى
شفـيعُ رضـاك يـوم الـفَـصل فَـضـلا
:
دعـيــنـي أزرع الـقُـبلات خُـضـراً
بخَـصْـبِ جـبـيـنـك المـمـتـدِّ سَهلا
:
ومُـــدّي راحـتــيــك إلـيََّ لُـطــفـاً
لألـــثــمَ فـــيـهـمــا وَرداً وفُـــلاّ
:
على درب الـشقاء خـُطـاك خطَّتْ
ســطـورَ الـصـبـر والإيـمـانُ أمـلى
:
وعُـمـرُ عَـنائـك الـظــامـي تلـظـَّى
وزمـزمُ مـن جـبيـنك فـاض سَــيلا
:
علـى نَــول الـمـواجـع والـمـآسـي
لـنـا الآمـــالَ قـد أتـقــنـتِ غَــزلا
:
وكــنــتِ لـنـا علـى الأيـام عَـونـاً
إذا هـي كــشّــرت نـابـاً ونَــصــلا
:
وكـنـتِ إذا مـطالـبُـنـا اسـتحالـت
تـجـودُ حـســيرةً عـيـناك هَـطْــلا
:
وإنْ حَـطّ الــسَّـقــامُ بـنــا رِحــالاً
تـمـنـّيـتِ الــفِــدا بـالــروح بَــذلا
:
فكـيـف حـيـاتـنا لـولاك تـصـفـو
وغـيـرك مـن تـراه يـلــمُّ شَـمـلا !
:
أُفــتِّـــشُ عــنـك ِ في كــلِّ الـزوايـا
وفـي عــيـنـيََّ تـمـتــدّيـنَ حَـقــلا
:
أمــامَــك تـنـطــوي الأيــام عَـوداً
فأحـســبُ أنـني مـا زلــتُ طـفـلا
:
فـكم أغصـانُ كـفـك فـوق شَـعـري
تـدلَّـت واســتراحـت فاسـتـظـلاّ !
:
وهَــدهــدةٌ كَـــشَــدو ِ المــاء ِلـمّـا
تَـزل في مَـسـمـعي، لـن تضـمـحلاّ
:
وتعـبـقُ ريـحُ خُـبـزكِ مـن بعـيـدٍ
فـهـلاّ عــاد ذاك الــعـهــدُ هـلاّ !
:
أفِـــرُّ إلــيــكِ مـن زمــن ٍ ظَــلـوم ٍ
يكــيـلُ ليَ الأســى والحُـزنَ كَـيـلا
:
فـمـنـّي تـســخرُ الـدنـيـا لَـعـوبـاً
وتـمــزجُ دائـمــاً بـالـجــدِّ هـَـزلا
:
تـبـسَّــمُ لـي وتـغـويـني اشــتهاءً
فتـنهـرُ لهـفـتـي الحرّى بـ ( كَــلاّ )
:
وإنـي كـلّـمــا اسـودّت وضــاقــت ْ
عـلـيَّ أرى ضِــيـا عـيـنـيـكِ حَــلاّ
:
تحـنُّ إلى حَـنـانـك بـِـيــدُ روحـي
وإنَّ غـيـومَــه بالــغــيـث حُـبـلـى
:
وجُـرحـي سـاهـرٌ يـأبــى رقـــاداً
إلـى أن نـلـتـقــي فـعـســى وعَــلاّ
:
سـأبقـى ما حـيـيتُ إلـيـك أحـبـو
لأنـعـمَ بالـشــذا والـنـور غـُـســلا
:
غزلـتُ لك القـصيدَ بـنبـض قـلـبي
ســيـبـقى خالـداً هـيـهات يـبـلـى
:
حسن زكريا اليوسف
***
نالت المركز الأول في مسابقة المجد الأدبية ( سورية / 2010 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق