الأربعاء، 27 يناير 2021

( مدارات منفرطة ) بقلم الأديب المبدع عبد الزهرة خالد / العراق

مدارات منفرطة 

في حضرةِ الموت ، 
تسكتُ التوابيت ، ترقصُ الاكفان ، ترتعشُ الاصواتُ بلحنِ الخلود ، سيرةُ الموجِ لن تكسرها الضفة ، كلّما ابيّض لسانه ، كان الزَبدُ يتوعد فالوعدُ مخيف ، صخبُ الرمالِ يمزقُ فساتينَ المحار ليلتقط نفساً من وعورةِ الألوان قد تقشعرُ جلودُ الحواسِ وتشعرُ بالملّلِ من شدةِ التكرار ..  ..

لا تنتظريني بعد  ، كتبتها أبان الحرب الأخيرة ،
أحتفظُ بصورتكِ في باطنِ خوذتي خوفاً عليها من رجفةِ قلبي 
حينما تصيبني طلقةُ القناص ، تركتُ لكِ قرصَ الهوية … هناك 
لدى أطرافِ المدينةِ فأغرسيها عند ناصيةِ النهر ..  ..

منذ ألفِ سطرٍ ما عادت قصيدتي بحجمِ الوطن كي تغطيه ، ولا بحلاوةِ التراب تكتفي منه، أنت يا منْ سارَ بكَ أبي إلى نقطةِ البداية ، 
أتخذتُ أمي مكاناً قصياً وتوحمت من تمركَ التفت إليها كي ترسمك..  ..      

إلى كلّ الذين ينظرون إلى رفاتي  ، ما زلت أتعامل بقلبي القديم 
مع الجمادِ والأحياءِ فليس في كفني غير جسدي واحساسٍ خامد ..  ..

عجبت من غيمةٍ حينما تمرّ في سماءِ بلادي تغسل وجهها بحسرة الأولاد ، يتكور الدمعُ مطرا ينام على دجلة وفرات ..  ..
~~~~~~~
عبدالزهرة خالد 
البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق