الأحد، 24 يناير 2021

( دندنات كورونا ) بقلم الكاتبة نعيمة سارة الياقوت ناجي

دندنات كورونا:
 تعددت فلسفات الحياة  وانشطرنا كالذرات...كل منا يدلي بدلوه.. هي فلسفة التمرد على الواقع المعيش...
 فانقسمنا أنصافا متناقضة .متمردة. مشاغبة. مغرورة متكبرة...ولكنها واهنة لا تقوى  على حل اللغز العشريني.... 
وباء كورونا الذي أتانا غامضا...عشعش بين أنفاسنا ألما وقهرا ورعبا وفقدان ثقة في أنفسنا وفيمن حولنا خوفا من العدوى وخوفا من المجهول... وخوفا من الجوع والحاجة وفقدان السلطة والجاه...وخوفا من التطعيم...
انبثقت كورونا في أقصى العالم من يوهان كأنها كذبة وانتشرت كالهشيم.
طالت كل الدول ولم تميز بين الفقيرة ولا صاحبة الجاه والسلطان....

فهل استوى العيش في زمن كورونا الملكة صاحبة التاج.؟
كل شيئ تغير ...من ضيق إلى ضيق أشد وأسوأ....ومن هجرة إلى استقرار داخل الهجرة نفسها....ومن لجوء إلى لجوء داخلي....حصار شامل بلل ماتبقى من صلصال...فلم نجد مانكتب به بعض الأمل على الأطلال...وبين الخيام الغارقة في الماء....والصمت يخرسنا أمام لهيب النار والاستعمار... كأننا ننتظر سماء تمطر ذهبا وفضة...
إذا بين الانتظار تظهر سلالات بالأرقام...ويعم السؤال كل المرابع والأوطان ...ننتظر تطعيما من هنا أو هناك ...من يكون السباق لقياس الجرعة؟
هي فلسفات أنهكتنا غرابة وتعجبا....وأضعفت قدرتنا على التفكير والتركيز... 
هذا محتاج  لايملك قوت يوم ....
وهذا مريض لا علاج ولا من يدفع التكلفة...
صدأت مدارج التعليم والدراسة...خالية فارغة تستغيث بالكتب المعلقة على الرفوف...فما ألفنا أخذ الدرس عن بعد  ...ولا استطعنا التعامل بين وسائل التواصل إلا مع الصور والإشاعات والنكت  الخليعة... حتى أصبحت تجارة تميل إليها الأفكار المدمرة لأسس المجتمعات في طريق النمو..والفقيرة على السواء...
أسئلة كثيرة نتداولها سرا خوفا من السقوط... في متاهات الفساد والمفسدين...
إلى أين نحن متجهون؟سؤال يحتاج منا التوقف...والتأمل والبحث عن إيجاد صيغ مناسبة وجادة من أجل الحد من الاستسلام لوباء كورونا الذي قوى الاستغلاليين وراحوا مندفعين نحو إغراق الشباب بل كل الأصناف العمرية من أجل قتل الوقت والنسيان ....فأوجدوا الطرق البديلة المليئة صورا خليعة وكلاما بذيئا كأنهم يخففون من لوعة الوباء... وصار كل من سولت له نفسه الحقيرة إنشاء نافذة يطل منها على عالم المستضعفين بكل جرأته ودنائته يستعرض ما سولت له نفسه الأمارة بالسوء 
.كأننا في حاجة لشهوة  كي ندمر الوباء... وتستمر الحياة بكل فلسفاتها...
من الرابح إذا أيها الغيورين على الثقافة والأدب ونشر القيم...وثقافتنا تموت تدريجيا بين أيادي الشؤم والنذالة...بدعوى التخفيف من الكاَبة...
نعيمة سارة الياقوت ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق