الخميس، 28 يناير 2021

( محاكمة قصيدة ) بقلم الشاعر مروان معماري / سوريا

محاكمة قصيدة 
        مروان معماري

قلتُ:إنّي لم أزوِّر
في الإفادة
إنّني،ياسيّدي،
في يوم(سينٍ)
شهر (سينٍ)
عام (سينٍ)
كنتُ أمشي
قاصداً دارَ العبادة
كان قلبي ساجداً لِلّهِ
يرجوهُ سلاماً
فجأةً نادى المنادي
رغمَ أنفي
من ضلوعي
من دمي
 نادى المنادي
رغمَ أنفي
وُلِدَت هذي العنيدة
وُلِدَت هذي القصيدة

إنّني،ياسيّدي القاضي،بريءٌ
لم أقُل شيئاً ، ولكن
هي قالَت...
حاكِموا تلك القصيدة
هي قالَت:(إنّ سيناً هو لصٌّ)
أنا لا أعرفُ عن (سينٍ)
سوى شيءٍ طفيف
كلُّ ما أدريهِ أنّ السّينَ هذا
مثلُكُم قاضٍ حصيف!
كان جاري ذاتَ يومٍ
وافترقنا من زمانٍ
كان مثلي
يشتهي شكلَ الرّغيف
وغدا اليومَ غنيّاً
يسكنُ القصرَ المُنِيف
أنا،واللهِ،بريءٌ
حاكِموها
حاكِموا تلك القصيدة
ظلمَت جاري العفيف!
شرّحَتهُ في الجريدة

أنا ﻻ أملِكُ ماﻻً
للمحامي
إنّني أكدحُ يومي
لطعامي
هاهوَ الجارُ القديم
يرفعُ الدّعوى عليّا
ناسِباً جرما إليّا
زاعماً أنّي غريم
أفتري من دونِ حقٍّ
وأزَوِّر
وأُشَهِّر
أنا ما شهَّرتُ بالجارِ،ولكن
هي قالت:....
حاكِموا تلك القصيدة
حاكِموا تلك العنيدة

كان.(سين)
شاعراً أفضلَ منّي
يركبُ الأمواجَ،
صيّاداً خبيرا
يعرفُ الأوقاتَ للصّيدِ السّمين
كان هتّافا جهِيرا
يُتقِنُ الرّقصَ على الأكتافِ
وسطَ الهاتفبن
بعدَ حين
جُنَّ سوقُ الرّاقصين
زغردَ المالُ،فكان السّينُ
بينَ الحاضرين
جاءَهُ خِصبُ السّماء
فارتدى ثوبَ القضاء
أنا لم أحسدهُ لكن
صدمَتهُ أحرفٌ جِدُّ عنيدة
هي قالَت :(إنّ سين 
يقبِضُ المالَ،ويُعفي المجرمين)
حاكِموهُ
،أستميحُ العذرَ،قصدي
حاكِموها
أدِّبوا
تلك القصيدة
شرّحَتهُ في الجريدة

أيُّها القاضي ترفَّق
أنا إنسانٌ بسيط
لم أُشرِّق
لم أُغرِّب
قافزاً فوقَ المحيط
كلُّ ما في الأمرِ أنّي
تعتريني كَلِماتٌ
هي تأتي دونَ قصدي
هي تأتي رغمَ أنفي
تحجبُ اللُّقمةَ عنّي
وتُنادي في سريري:(
هأنا أخرى جديدة)
حاكِموها
أبعِدوها
شرِّدوها
اقتلوها
اِذبحوا هذي العنيدة
اِذبحوا هذي القصيدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق