الأربعاء، 27 يناير 2021

( إلى روحي ) بقلم الشاعرة نعيمة سارة الياقوت ناجي

إلى روحي:
 لاح الرحيل
وضعت كل الأحلام في حقيبة الضياع
حملت جرحي  ملفوفا بين أوراق الكرز...
تتطاير شظايا من تحت الدخان...
تعانق شمس الأصيل
وربعا من محاريبي
وقميص قداس
في معبد العشق...
من يردد تراتيل الصلاة.؟
وفي صدر الحياة سكرات...
تنعى الشوق تحت الركام....
 حضر الموت
بين الرياح ...
يتربص بي  كظبية 
كغزالة شاردة...
وأنا التي نذرت عشقي قربانا...
فوق الماَذن....
كل الشوارع أنهكتها ظلمة الأرصفة...
والأبواب موصودة...
فكم دمعة محجورة في بؤبؤة القدر
وكم نوطة تلزمني كي أسافر في موسم
مقمر...
تزفني القيثارات   المندسة بين الرفوف
إلى حيث عناويني المجهولة؟
كم ليلة تكفيني لكتابة قصيدة...
في غياب ليلة بيضاء
أغازل القمر...على مراَى الليل  وتسابيح فجر أنهكته زغاريد النوارس ...بين الجرح وثقوب الناي اليتيمة....
هل صككنا عهد الفراق؟
هل هي اَخر المحطات في موسم شتوي غريب؟
والرمادي يعصر حمرة الجلنارات الحالمة والخيبات.... 
تحت ظل غيمة شاردة
وشوق يتلبد تحت الحصار...
هل حلت سكرات الموت البطيئ؟
 هذاالزمن اَفل...
فقدشمرت كل الدموع...
ونصف الفؤاد
قطعت عهد الوريد...
الموت لم يخترني
وغابت كل  المعاني
لأموت....
كم دمعة تسعف
خدي ...كي يلتهب
والنار مرعوبة
تخشى رياح الرحيل...
أنا مت ومابقي
أشباح وأطياف
تنتظر نعشا رسميا
وزغاريد مجنونة
اكتوت هوى
ونحيب حبلى اَلام
لم تكمل حملها الوهمي....
خذيني أيتها الروح
حتى إذا وافتني الحياة...
بعد موتي....
شيعيني أنثى من صلب الجنون
لم تتقن لعبة الحب
جرفتها أعاصير
البوصلة التائهة...
لا الليل  أضواني
ولا النهار طاوع خطواتي كي أتقن سفرا بين الغياهب ...
 والمغيب يتدحرج 
فوق حلم غائر
في جب الهوى
هل تشرق الشمس
وأنا أمشي وعلى كتفي شجرة الخلد
كفنيني ياروحي
المسافرة بين همسينا
وأعلم أن السفر يتعبك...
والطريق طويل
وأنت أبية
لن تخذلي الأنين
كفنيني وشدي على البياض...
وحين تنساب دمعة الوداع 
على الخد 
كفكفيها بشفتيك
كي تظل ندية...
و تذكري  بأني كنت  نبية العشق....
يوم التقينا عصرا
على عهد النوافل أتقياء....
يوم أطلنا السجود بلا دعاء....
فقد دعونا  قبل 
أن يخرس الموت فينا
أصداء البقاء...
أقيمي صلاتك ولا تكشفي عني الغطاء...
نعيمة سارة الياقوت ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق