●●● عناق ماض وحاضر●●●
ذي الشمس تقتاتني
تجفٌفني من صباحاتي
ترتوي من بسماتي
فتبتسم ساخرة
من أفراح طفولتي تُشبع شهوتها
تلتهب....
فياليتني مضيت في حبوري
ألعب بالتراب ولا يستهويني نُفوري
في الشتاء...
أزاحم حبّ الزيتون على الحبِّ
على الدفء
في الخريف
الرّيح على نُثار زهر اللوز
يا ليتني مكثت أعبُّ عطور السنابل
قصص العشاق بين خمائلها
البرّاد على دفء المواقد
ياليتني...
مكثت أعد حبَّ السنابل ولا أستوفيها
أغزها كيوسف للسبع العجاف
في مطامير أجدادي
ذي الشمس تقتاتُني
يوما بعد يوم
تُجفّفُ أيّامي
أنا لا أقاوم, أنا أمتثل
أنا المثقل بأحمال أمّي
أنا المكبّل بأحزان هرقل المسكين
سارق الحبّ المبثوث في الطفولة
صبوا عليه من الجرار...
القطران والخذلان والهوان
فنبت البياض على وجهه وانتشى
...
اختفى الطفل في الأحزان
تراقص الرماد أمام عينيه
حُجِبت فتوحات الآمال
والشمس تمضي تقتاتُ
أفجُري المستطيرة
هربت مني الصباح
صرت نُثارا لا يجمعُني إلا القلم
لا تُطبِّبُني إلا حروفي المسروقة
من غيمة قذفتها الشمس بحصاة
وقدّـتها ذُؤابة قلمي شطحات
بهلوانية تستنفر خطوي
كل يوم
كل ساعة
كل آن
فمتى...
متى تستردِّي أنفاسك يا أمي
فتحمي كرامتي المنهوكة
قوتي المُقتاتة.
حاتم بوبكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق