. لحن نصري
إذا الهيجاء تمخرُ في بحاري
ويعلو الموجُ في وسطِ النهارِ
وتشرقُ في ظلام الليلِ شمسٌ
على روحي فينبلجُ انتصاري
ويخرج من عريني رعدَ صوتٍ
زئير الأسْدِ يهدرُ في البراري
فما عرِفَت جبين المجدِ خوفاً
ولا رضيَت يراعي بانكساري
وما حصدت ذراعي أرض غيري
ولا أكلت يميني من يساري
بإصرارٍ زرعتُ البيد قمحاً
فكان الخيرُ نهراً من بذاري
تلال الشوك كانت في طريقي
وما بدّلتُ في يومٍ خياري
لنصرِ الحقِّ أنسجُ من شعوري
وحبُّ الخيرِ من صلبِ القرارِ
حبيبي أو عدوّي أو صديقي
جميعُ الخلقِ تأمنُ في جواري
أنا مَن جابَهَ السّيفَ المعادي
أنا من كان في قلب الغمارِ
فكن رجلاً ولا تغدر كِراماً
وكن حَجَرَاً ولا تقبل بعارِ
خُذِ الصّهباءَ واعلوها لخيرٍ
وإلّا فلتقف خلفَ الحمارِ
نزفتُ الجرح تلوَ الجرحِ صبحاً
وغابت شمسُ أعدائي بناري
أنا من نسلِ كرّارٍ عليٍّ
سلاحي نصلُهُ من ذي الفقارِ
بأرضِ القدسِ لي روحٌ تناجي
وحيفا ثمَّ يافا بانتظاري
بلادي صابها في العمقِ شرخٌ
سيأتي يومَ تصويبِ المسارِ
ومهما كان من ألمٍ سيبقى
بأرضِ الشّامِ عزّي وافتخاري
سأملأُ جيبَ جلبابي شعاعاً
منَ القمرِ المسجّى في دياري
وأطلقهُ بسهمٍ من يراعي
إلى من كان أخطأَ باعتباري
أنا ما كنتُ يوماً عبدَ ظلٍّ
بلِ الأنوارُ تكشفُ ما أداري
صديقي مَن يعادي مَن أُعادي
عدوّي مَن لأعدائي يجاري
فمن ركبَ الأصيلةَ فليصنها
ومن ركبَ الحمارَ إلى اندثارِ
رفيقُ الجنِّ يفزعُ في اللّيالي
رفيق النّورِ يظهرُ في النّهارِ
بتوفيقٍ سأعزفُ لحنَ نصري
وجرفُ الصّخر تجرُفُهُ بحاري
بقلمي فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق