الثلاثاء، 19 يناير 2021

( حلمنا العربي الأبدي ) بقلم الشاعر مصطفى سليمان / المغرب

🌹 حلمنا العربي الأبدي ... !!!🌹

و حلمنا العربي الأبدي
حلم لم يكتمل له العمر 
ليمتطي صهوة الرياح عاليا 
ليرى عن قرب نذالتنا ... 

نحن الخونة و لا أحد غيرننا ... 

مسرحية هي بعمرنا و عمر أجيال 
و نحن نؤلفها خسة 
رغم قساوة المشاهد كانت واقعنا 
واقع دثرناه بطاقات بريدية 
يعشق تكديسها سياح الشهوة 
مرضى الكبت ببلدان تعج حور العين 
و حسان يعجز الوصف وصفها 
و يستقيل عن مهامه علنا ... 
نحن الأكذوبة و التاريخ يلعننا 
أكاذيب تدمع مقل جثامين الموتى 
نحن من نتحمل رفع و إسدال الستار 
عن البدايات و النهايات 
و نحن من وقف مع شحذ الكواليس 
و باركنا الدجالين و السحرة 
و شجعنا القوادة حتى استفحلتنا 
لمسرحيات الحسرة ... 
نحن من يصنع الغيلان خفية 
نطعمها و نأويها و عندما تكبر علينا 
نتبرأ منها و نتساءل كيف نمت فينا ... 
يا لتفاهاتنا و عقم عزائمنا 
يا مجتمعات يبكيها العالم سذاجتنا 
الموت أرحم إن كنا ما نزال 
نطمع النظر إلى المرآة 
و البحث عن ذاك الذي كناه بالأمس 
نظنه ما تخلى عنا ... 

💐 ... و كم هو مخجل أن تصطدم بحلمك و الأكثر فظاعة و أنت المتواجد مصنع الخجل أن يصدمك حلمك فقط ليعلن فيك جسامة الخذلان ... لن تشعر وقتها بالعار فقط ، بل تتمنى لو تتصدع الأرض من أجلك لتتحلل فيها سمادا ليعد الفعل الأكثر إقناعا مقارنة و واقعك الذي تظن وهما أنك تعيشه ... و الحيرة بل كل الحيرة أن تتساءل و الجواب رهن شفتيك ... هل نحن نفكر ، أو بالأحرى ، هل حقا لنا الفكر كما نريده أن يكون ، و بالتالي لنا فيه الوجود و نتواجد ، و إن كنا ، فهل يكفينا لنحلم و يتحقق كل حلم نرى فيه خط وصولنا لنضمن عناء الركض إليه ... !!! 💐

و حلمنا العربي الأبدي  
حلم لم يكتمل له العمر 
ليمتطي صهوة الرياح عاليا 
ليرى عن قرب نذالتنا ... 

نحن الخونة و لا أحد غيرننا ... 

حلم بالكاد يحاول فينا انعتاقا
لأول وجهة لأول مهلة لأول وحدة 
حلم لم يكن يعلم كون الأحلام 
ليست كلها مجرد أضغاث 
مجرد فلتات في غفلة ... 
و أنها هي الأخرى 
تجهض أحلاما في أحلام غضة ... 
و أن حديقة الأوهام 
كما تضم الورد و الألوان الوردية 
كذلك تضم الأشواك 
و النباتات النرجسية 
و تهدهد سبات الأفاعي الهادئة السامة ... 
حلم لم يكن يعلم أنه لا مأمن 
و الأمن الإنساني بدوره يشتكي 
انقراض الحالم فيه توقا لأمن 
يأمن سبيلا إليه بأمنه ... 
حتى براءة الأحلام 
تسكنها أحلام آيلة الإيلام 
ما خلت من الذئاب 
لها ألف تمظهر و تمظهر 
رائدة في دهائها حد الخسة 
يمكنها أن تتلبس كلما جاعت 
في مظهر الحملان عفة 
تنهل من الظلال و تلتهم الخيال 
و تئد الأفكار في المهد أجنة ... 

💐 ... و ما زلنا مع الأحلام ، و بالضبط على عقر الخديعة بألف فجيعة و فجيعة ... حتى أبسط حقوق أحلامنا مهضومة منذ الولادة ، لا أحد خارج نطاق فصيلنا يصدق كون أحلامنا معرضة للسطو و السرقة قبل الانتهاء منها ، يكفيهم فقط أن نحلم ، اشحذوا مخيلتكم أيها النبلاء و احلموا بكل صدق لتتأكدوا بأنفسكم ، و لا حل لهكذا مصيدة ، حتى المحاولة في الدخول إضرابا عن الحلم ، لتعد آيلة للسرقة منذ أول تخمين ، قبل الشروع فيها محاولة ... و الوأد للأسف قبل الولادة ... !!! 💐 

و حلمنا العربي الأبدي 
حلم لم يكتمل له العمر 
ليمتطي صهوة الرياح عاليا 
ليرى عن قرب نذالتنا ... 

نحن الخونة و لا أحد غيرننا ... 

حلم لم يخبرنا هل بلغ الحلم 
و زغردت له الملائكة 
و أقامت له النجوم حفل الزفة ... 
و هل صار بدرا أم مايزال قمرا للعفة
هل انتهى عهد الاشتهاء السوي
و عدنا أدراجنا لعصر لعنته جميع الآلهة 
عصر اشتهاء اللاجدوى و تأليه الفتنة ... 
ألا يوجد فينا من يقول كفى
القبح على جدارياتنا استكفى
و مزبلة التاريخ امتلأت حد التخمة ... 
و يأسفون السفلة
و نحن الأموات الأحياء مهانة
أيراد منا أن نستأنس المسكنة
بأن نسكت كل الصرخات فينا 
و نتحمل وزر سياسات الحمقى ... !!! 
تبا لدعاة المناسبات دروس التقوى 
عقودا تجوبونا مسابح 
و روائح المسك العطرة 
و حلاوة الألسن الساحرة
هل أفلحتم أم فقط لمعتم البلاط
على كل أرصفة الأحلام خدعة ... 
أم اكتفيتم شماتة و نكستم هاماتكم 
و رفعتم راياتكم البيض 
و انتحبتم كالنساء أن ضيعتم مشروعا 
كان سهل الانقياد خدعة داعشية للجنة ... 

💐 ... و الغريب في الأمر ، ليس فقط بوأد الأحلام و ننهي الأمر ، الغريب و العصي على و عن الفهم كوننا فقنا عقلية القطيع غباء و تجاوزنا حماسة المراهقين رصاصا أبيض انقلابا على جميع الموازين ... لم نبرح عقدة المنقذ الذي سيخلصنا من متاهتنا ، و المحرج كونه لا يعدو مجرد حلم و نعلم مآل جميع أحلامنا ... نسلم بها كون اليد الواحدة لا تصفق و إن صفقت لن تجدي و مع ذلك نعيش تضادنا ... فصيل نحن نادر الوجود ... !!! 💐 

و حلمنا العربي الأبدي 
حلم لم يكتمل له العمر 
ليمتطي صهوة الرياح عاليا 
ليرى عن قرب نذالتنا ... 

نحن الخونة و لا أحد غيرننا ... 

قسمنا الحقوق
كأننا للحق استخلصنا و انتهينا 
تخمناه حتى أثقل كاهلنا
و بتنا نوزعه يمينا و شمالا 
احترنا و احتارت الحيرة فينا ... 
صرنا المبذرين المفلسين
بعثرنا الحق الجميع و فيه أوفينا 
لم يتبقى إلا نصيب الأشباح و الشياطين
تعدينا المعدلات و حطمنا الأرقام أعيادا 
على رأس كل أسبوع عيد حقوق لفرد منا 
و أين الحقوق منا 
مرغنا الحق التراب حتى تبرأ منا ... 
يا مجتمعات يجمعها في رمش العين مهرج
و يفرقها شرطي إذا مر من أمام محافلنا 
ننتظر صلاحا يأتينا من غيرنا 
و ننتظر بلهفة الأطفال 
صلاح الدين أن يبعث فينا ... 
نأسر أسراب الحمام و نظل نسمن فيها 
و على موائد الليالي الحمر البيض نفترسها 
و في المحافل نتبجح بإطلاق سراحها 
لتعود غدر بيوتنا و اشتهائنا ... 
لا نستأهل أوطانا و لسنا فيها مجتمعات 
لنرحل ذلنا و نفتح مزادا 
لمجتمعات تقدر الأفراد و الأوطان 
عسى أن نرى حقارتنا و نعود رشدنا ... 

💐 ... هل مازلنا قيد الحياة ... ؟؟؟ 
لا أحد يجزم ، نملأ صدورنا هواء و بطوننا طعاما و النبض ينغص نوم جيراننا و شخيرنا عنه حدث كما تشاء ... هل يكفينا هكذا معيشة رتيبة لنقرها علانية كوننا على قيد الحياة ... لا نظن ... !!! 
التاريخ يسجل تخليدا كون الحياة تُمنَح لمن مات من أجلها ، و ليس لمن يقبع متفرجا مدرجات حلبة الصراع فيها ، قاتلا كل حلم تَطوَّع العبور إذا استطاع السبيل ... بريئة هي الحياة منا حتى مطلع الحق و انكشاف ما يأتيه الطلق و استحقاق الأحلام حقيقة ... !!! 💐

و حلمنا العربي الأبدي 
حلم لم يكتمل له العمر 
ليمتطي صهوة الرياح عاليا 
ليرى عن قرب نذالتنا ... 

نحن الخونة و لا أحد غيرننا ... !!! 

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق