مفارقات :
تقاطرت الهموم علي حتى
تجمرت الدموع على خدودي
رحيب دلاء للأوهام حلت
بأحشائي فزادت في نكودي
فكم من عابر قد طاف حولي
بما يخفيه من ثقل التلود
وإن قاربته شيئا فشيئا
تخطى رذله كل الحدود
عثير الحظ فيما بين ناسي
ولا من شيمتي زرع الصدود
فكابدت الصعاب وهم بغاة
وليت تقلدوا إرث الجدود
فلا من جاء منهم كي يواسي
ومنهم من تنزى كالقرود
وتسأله الوفاء وأنت تبدو
رجيحا في المحافل والقعود
فمن سوء الخصال جميم خبثا
ويدأب بالتنافر والشرود
ومنهم من تبربس باحتيال
ومن تلقاه كالوبش الحقود
فلول من سواد الناس حولي
علي كما النمور وكالفهود
ويجمع شملهم حقد وغل
وما من مؤنس منهم ودود
فهذا ما رأيت بأم عيني
لأسأم من تصاريف الردود
وبعض الناس خير الفعل فيهم
وأعلام على رأس الشهود
فمنهم طيب سمح أصيل
ويجزل في العطاء بلا قيود
ويعطي في اليمين بلا حساب
وفي يده الشمال خزين جود
ومعدنه كما الذهب المصفى
ويكثر من صلاته والهجود
فلا ترتادهم سوء النوايا
ولا فيهم من العفن الحقود
ولا حقد يرذلهم إذا ما
بدوت كحاقد حنق حسود
مفاخرهم تجملهم ويبقوا
على مر الزمان مدى العهود
تجود بذكرهم خير البرايا
ولو سكنوا بطيات النجود
...........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق