الجمعة، 22 يناير 2021

( ولا عصا أنش حنقي ) بقلم الشاعر مصطفى سليمان / المغرب

🌹و لا عصا أنش حنقي ...🌹 

بحار ... هي جبتها 
من بعدك سيدتي ... 
هدهدتني و اكتشافاتي 
وشحتني سيد البر و البحر 
و على كل الأسرار ربعتني ... 
إلا بحرك هدّني ، حطمني 
و أغرق سفن عزائمي 
مذاك و أنا أمخر عباب شقائي ... 
طوف النجاة شاخ مكانه 
و مجاديفي ضَيَّعتُها الزمن ... 
لا جدار أسند إليه مواجعي 
و لا عصا أنش حنقي ... 
وحدها نوارس الأمل 
تُعْلمني وصولي ... 
كل الموانئ بسيول الأسئلة 
جرفتها متاهات الأجوبة 
فلا جبل يعصمني 
و لا تاريخ بعدك يؤرخني ... 
أعاتب فيك نفسي من هنالك 
و كلما اقتربتك حين فكرة 
ينصهر المكان ، تتخشب الأزمنة 
و تموت الحكايات وجداني ... 
تتقاذفني حمم براكيني 
و رصيد مقاومتي أنفقته 
كل مغامراتي ... 
غريق أنا جميع السفن  
و أملي الوحيد 
فيما استودعتك من أنفاس 
نزيلة وجدانك السعيد ... 
لا أرتجي معجزة تخلصني 
بل نبل أخلاقك و عطفك 
أن تقاسمينني وديعتي 
و ما تبقى من طيشي بعبق تعقلك ... 
أنا الآن تائه جزيرة ، فاقد البوصلة 
أراوغ العمر خط التماس ... 
أحلامي الجامحة صارت جريحة 
طريحة العشق حد الإفلاس ... 
أقتات بقايا الذكريات 
و بالكاد أتنفس ... 
لولا طيور النورس عنك تخبرني 
فتات الأمل و بعض الحماس 
ما بقيت قيد الكتابة أكاتبك 
و لا ظللتِ سيدة الإلهام تلهمينني 
كلما هممت رسمك همسة أعلى اللوحة 
أجدني فيها متصحرا تحضنينني  
و من جفاف الشوق تخلصينني ... 

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق